سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

سؤال بريء من معلم لطالب كويتي عمره 11 عاماً: أتعرف ما هو أسم رسولك؟ والجواب...



هذه ليست قصة خيالية أو مزحة سمجة سمعتها، بل هي واقعة حقيقة وقعت مع أحد المدرسين المصريين أصدقائي العاملين في الكويت ولولا ثقتي في هذا الشخص وأنه من المستحيل أن يكون كاذباً أو مدعياً ما كتبت هذه الكلمات!
والقصة حسبما قالها لي صديقي الذي هو في الأساس خريج أحد الكليات الأزهرية في مصر ومقيم في الكويت ولا يعمل بشكل رسمي كمعلم ولكن لازال في انتظار الفرج، وحتى يحدث هذا فهو يقوم من وقت لآخر بإعطاء بعض الدروس الخصوصية، وأثناء شرحه أقسام أو أنواع الإسم العلم في مادة اللغة العربية جاء هذه السؤال بشكل عابر وغير مقصود لطالبه: أتعرف أسم رسولك؟ وكان الجواب صمت تام!!! كرر المعلم صديقي السؤال في البداية ظناً منه أن الطالب أمامه يمزح، لكن المفاجأة أنه فعلاً لا يعرف أسم الرسول صلوات ربي وسلامه عليه!!!
لم يكن المعلم مصدقاً أن هذا الطالب ذو الأحد عشر عاماً لا يعرف إسم الرسول صلى الله عليه وسلم! فعاد يسأله مستنكراً: كيف لا تعرف إسم الرسول! ألا تصلي؟ وكان الجواب كذلك الصمت.
ما كان من معلمنا المصدوم إلا أن بدأ يعرف تلميذه من هو الرسول وما أسمه!!! ثم قال لتلميذه سيكون لنا بإذن الله جزءاً في الحصة كل مرة لتعريفك بقصة نبينا وكيف تصلي ولا تخشى شيئاً لك أن تسألني في أي شيء لا تعرفه وأنا معك.
وحقيقةً لا أدري على من ألقي اللوم؟ فالجميع ملام، أهل هذا التلميذ ملامون بشدة ووالله سيسألون عن تقصيرهم مع أبناءهم هؤلاء، والمدرسة ملامة والمدرسين ملامون ولا أجد من أستطيع أن أستثنيه من هذا اللوم، فيا اللحسرة على ما نحن فيه!!! دور المعلم ليس فقط إعطاء المادة العلمية المنوطة به وكفى ولكن دوره يتعدى ذلك لخلق جيل يعرف ربه ورسوله ودينه وهذا أمر بديهي ولا يحتاج من يذكر به ولكن...

وأعلم تمام العلم أن الصورة ليست بهذه القتامة وأن هناك نماذج مشرقة ومشرفة لدينها ولإسلامها ولكن كيف يمكن أن يوجد في هذه الأمة فرد صغير أو كبير يصل لهذه الدرجة من التوهان، ولا أجد تسمية أفضل لما عليه هذا الطالب وأهله. المعلم صاحب القصة قالي لي أن الطالب ضعيف المستوي وضعيف التحصيل ولكن ألهذه الدرجة المخزية؟!
نداء من القلب لكل أولياء الأمور ولكل معلم ومعلمة ولكل مسلم ومسلمة والله لنسأل عن أبنائنا وعن من كانوا حولنا وقصرنا معهم. وكما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ وكلّ مسؤول عن رعيته" فليجهز كلّ منا إذاَ الرد والجواب...

تعليقات

‏قال سبهللة
هو احنا وصلنا للدرجة دى؟؟
حسبى الله ونعم الوكيل
‏قال شوارعي
للأسف الإجابة نعم وده مجرد ناقوس خطر لأهؤلاء الأباء والأمهات الذي تركوا تربية أبنائهم للخادمات الأجنبيات وربما الغير مسلمات أحياناً ونسأل الله العفو والعافية لهذه الأمة...