سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وماذا بعد...؟


خبر بسيط لم يتعدى الأسطر القليلة قرأته على صفحات جريدة الجمهورية والخبر يقول "مأمور ضرائب ألقى زوجته من الدور الثالث" والسبب ماذا؟ مصروف البيت!!!
الزوجان كثرت بينهما الخلافات بسبب مصروف البيت...الزوج إصيب بحالة إكتئاب منذ عشرة أيام...والمشكلة لازالت قائمة...مصروف البيت فما كان من الزوج إلا أن حمل زوجته وشريكة العمر أمام أنبيهما ذو الثلاث سنوات والسنة والنصف وألقى بها من الدور الثالث لتنقل إلى المستشفى في حالة خطرة!
وماذا بعد؟!
وماذا أيضا؟!
وما القادم؟!
وما الحل؟
اسئلة كثيرة تدور في عقول الكثيرين ولا يجدون لها حل، فينفجروا وكتبت قبل ذلك عن هذا الأمر وتداعيات حالة الزهق والضغوط التي يعيشها الناس ولن تنتهي هذه المشاهد طالما تزيد الضغوط يوم عن يوم...
وكل يوم اسمع كلام من أشخاص على شفى الانفجار كذلك، وكلامهم مليء بالمرارة والإحباط.
مثال آخر جاء في برنامج واحد من الناس لمدرس أزهري يعمل من أكثر من 15 سنة في مدرسة ابتدائية أزهرية وراتبه بعد الكادر الأخير 640 جنيه! فماذا يفعل ليعيش هو وزجته وولدين أكبرهما عشرون عاماً والأخر في المرحلة الابتدائية، الرجل لم يجد إلا أن يوقم ببيع الأيس كريم على عربة مثبتة في دراجة هوائية ويدور بها في القرى...يقوم بصنع الأيس كريم في بيته ثم يخرج بعد نهاية اليوم الدراسي لبيع الأيس كريم لطلابه ولمن هم في عمر طلابه والحصيلة في أخر الشهر مع الراتب لا تتعدى الألف جنيه مصري لا غير!
وأي رب أسرة مصري يعرف أن هذا المبلغ لا يسمن ولا يغني من جوع. الشيء المحزن أكثر من ذلك هو أن هذا الأب المتعلم رفض أن يدخل إبنه الأكبر التعليم قائلاً وماذا سيعطيه التعلم؟ ماذا أعطه لي حتى يعطي إبني؟!!
وبالتأكيد لا نلوم هذا المعلم على ما يفعل وليس عيب أي يبحث عن مصدر للرزق يكفي به حاجات عائلته الصغيرة بل بالعكس هذا مثال رائع لتحمل المسئولية والسعي وراء لقمة العيش الحلال.
وليت هذا الزوج الذي ألقى زوجته بحث عن مصدر للرزق يغنيه عما فعل بدلاً من الاستسلام لليأس والإحباط.


تعليقات