سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

الأمن المصري يلقي القبض على خلية إرهابية كانت تخطط لتفجير قناة السويس

أنا هنا لست بصدد سرد تفاصيل هذا الخبر الذي من الممكن أن تجدونه على المواقع الإخبارية ولكنني صراحة استفزني الخبر لأبعد حد، ولا أدري ما هذا القدر من الغباء الذي يصيب البعض فيتخيل أنه بتدمير مرافق حيوية وأماكن استراتيجية في بلده أن ذلك يعود بالنفع على قضية أو فكر. ما الداعي وما الفائد من تخريب بلدي؟ ما الداعي من ترويع وتخويف وقتل الأبرياء الذين قد يتصادف وجودهم في هذه الأماكن؟ لا أجد تشبيه لهؤلاء إلا أنهم وكأنما يساقوا كالقطيع بدون تفكير لأي جهة، وضعوا عقولهم على الرف وبرمجوا أذانهم أن تتلقى فقط الأوامر ممن يملك زمامهم!
والسؤال ما الذي يدفع شباب مثل هؤلاء للإقدام على مثل هذه التصرفات والأعمال التخريبية؟ أتدرون ماذا؟ الجواب في كلمة واحدة...الإحباط. نعم إنه الإحباط واليأس من كل شيء...الإحباط أن أجد وظيفة...الإحباط أن أبدأ حياتي وأكون أسرة...الإحباط من مظاهر الترف التي ينعم بها البعض القليل والفقر المدقع الذي يعيشه الكثير...طالعوا أنتم الجرائد واسمعوا البرامج ستجدون نسبة غير طبيعية ومتزايدة من جرائم العنف والقتل وغيره، لم يعد أحد يطيق أن يسمع كلمة أو تصرف يضايقه من جار أو من صديق، من أقل شيء أصبح الكثير منا ينفجر في وجه أول من يحتك به. ما يحدث الآن هو أن أجهزة الدولة تعالج النتيجة والمحصلة وهذا لن يؤدي إلى شيء. المطلوب هومعالجة أسباب هذه المحصلة، الدوافع التي تدفع البعض للاستعداد أن يضحي بكل شيء وحتى بحياته لمجرد إحساسه أنه مظلوم ويرغب في الانتقام.
أنا قابلت نماذج لشباب مصر تجحد حق البلد وتقول ماذا قدمت لي؟ وكنت أرد وأدافع وأقول مهما كان لدينا من تحفظات واعتراضات ولكن البلد قدمت لنا الكثير، من هذا الأحمق الذي إن حدث عطب أو خلل في سيارته فيقوم بتكسيرها أوتدميرها؟
الله الله في بلدكم الله في مصرنا وهذا النداء للجميع حكومة وشعب.
حتى وإن كنتم غير راضين ليس هذا هو التصرف السليم...
ومرة ثانية أقول عالجوا الأسباب والدوافع من البداية بدلاً من يأتي يوم نبكي فيه على اللبن المسكوب.

تعليقات