سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

من أعمالِكُم سُلِطَ عليكم...

لا يوجد شيء أسمه الصدفة، كل شيء في هذا الكون يحدث وفق تخطيط رباني محكم، وكل شيء يحدث يكون له سبب ومسبب، طبق هذا الكلام على كل ما يحدث حولك وفي يومك تجده صحيح مائة بالمائة وبالتأكيد ستجد الكثير والكثير من الأمثلة التي تؤيد هذه الحقيقة...لا يوجد شيء أسمه صدفة.
ومن هذه الأشياء التي تحدث لحكمة ولسبب هي المصائب والملمات التي تصيبنا من وقت لآخر، هذه المصائب إما أن تكون اختبار لك ولقوة إيمانك وصبرك، وإما أن تكون إنذار وناقوس يدق في إذنيك لينبهك أنك قد شتت وبعدت عن الطريق الصحيح وأنه لابد من العودة.
أعرف إناساً ما أن يقع أحدهم في ذنب أو معصية حتى يجد المصيبة أو المشكلة تجري عليه وتقع في حجره، بل إن هناك أشخاص يعلمون ذلك ويجلسون في انتظار المصيبة ويعلمون يقيناً سببها وأنها بسبب هذه الزلة وكما قال الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" إذن هي حقيقة لا شك ولا جدال فيها، وانظر لقول الله تعالى "ويعفو عن كثير" نعم الله يعفو عن كثير ويمهلنا علنا نعود ونرجع عن الخطأ والذنب فإن لم يحدث هذا تجيء المصيبة والابتلاء، والحق أننا لابد أن نحمد الله على هذه المصائب بل إننا يجب أن نخاف ونشعر بالقلق إن ذهبت عنا الابتلاءات وقلت، عندما يكون هناك شخص عزيز عليك وتخاف عليه ويخطأ فإنك تنبهه وتلومه وربما تعاقبه حتى يتعلم ويعرف خطأه وكلما زادت معزة هذا الشخص عليك زاد حرصك عليه وعلى مصلحته، والمدرس يهتم بل وربما يعاقب تلميذه المتفوق إن صدر منه تصرف لا يليق أن يصدر بمن هو مثله أما ذاك الذي ليس منه رجاء فلا يهتم به المعلم ويتركه تائه بلا هدف ولا دليل.
وهذا أيضاً ينطبق بشكل عام على أمتنا وما أصابها ويصيبها من ابتلاءات ومحن فهي بما كسبت أيدينا وبما اقترفته أنفسنا، فوجب التنبيه ووجب الابتلاء والمصائب حتى نفيق ونعود لرشدنا...

الخلاصة أنك إذا أصابتك مصيبة أو بلاء يجب عليك أن تعيد شريط ما فات وما مر بك في يومك أو أيامك أو حياتك فلابد أن هناك سبب لهذا البلاء إما أنك مؤمن وتبتلى على قدر إيمانك لاختبارك وإما أن تكون غير ذلك وأنك قد تضل الطريق فكان التنبيه بهذا البلاء...
فلينظر كل منا في مرآته وقت المصيبة ليعرف أي الشخصين هو...

تعليقات