سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

في مؤامرة إفشال ترشيح فاروق حسني لليونسكو...هل وعينا الدرس؟


هاهي إسرائيل وحلفاؤها يخرجون لنا جميعاً ألسنتهم شماتة وفرحة بنصرهم علينا بعد نجحوا في إقصاء عربي مسلم إسمه فاروق حسني عن منصب رئيس منظمة اليونسكو في الانتخابات التي إقيمت لهذا المنصب! كان فاروق حسني وزير الثقافة المصري متقدم على باقي المرشحين بفارق مريح من الأصوات، ثم فجأة تنسحب أحد المرشحات تليها الآخرى وذلك لصالح المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا التي تتساوى بفعل تذلك العصاة السحرية القذرة مع فاروق حسني في الأصوات بدون سابق إنذار ليصير لكل منهما 29 صوت بالتمام والكمال! ثم تأتي الجولة الخامسة والأخيرة لينتقل صوتان من معسكر حسني للمعسكر المنافس أيضاً بدون سابق إنذار ليخسر فاروق حسني السباق في الجولة الأخيرة والحاسمة.

ولم يكن خفياً أن هناك حرب شعواء ضد فاروق حسني وضد ترشيحه لهذا المنصب وكانت إسرائيل تعلنها في كل مكان رفض هذا الترشيح إذ أنه أي حسني معادِ للسامية وهذه القائمة الجاهزة من الاتهامات المملة والمعتادة ثم جاء الوعد الاسرائيلي - الكاذب كالعادة - على لسان رئيس وزرائها النتن ياهو للرئيس مبارك في آخر لقاء بينهما بعدم الوقوف ضد ترشيح وزير ثقافة مصر! وإن لم تتوقف هذه الحملة بزعامة أمريكا وألمانيا وأذيالهم وذلك على الملأ وبدون مواربة.
ثم ماذا؟! تأتي أخبار المؤامرة وحجمها المتمثل في إرسال إسرائيل عشرة من جهاز الموساد مهمتهم الأولى والأخيرة إفشال وصول وزير الثقافة المصري لهذا المنصب وتنظيم حملة مسعورة ضده في كل مكان، ولقد نجح هؤلاء بالفعل في قلب الطاولة والأدهى أنهم تمكنوا من اختراق مبنى اليونسكو نفسه والاجتماع بأعضاء المجلس التنفيذي من سفراء الدول الأوربية وتألبيهم ضد المرشح المصري!

هذا الكلام جاء في شهادة ريتشارد لابفيير أحد الصحفيين الفرنسيين الشهيرين والبارزين في باريس والرجل معروف أنه له مصادر وعلاقات قوية مع الأمن الفرنسي. لابفيير أكد أن تقارير تم رفعها إلى الأمن الفرنسي تؤكد وصول هؤلاء العملاء الاسرائيلين العشرة وبدأهم المعركة ورغم ذلك تركت لهم الساحة خالية كي يتحركو بحرية مما يثير علامات الاستفهام أيضاً على وضوح الموقف الفرنسي والذي كان ظاهره تأييد من الرئاسة الفرنسية ورفض من الخارجية! إذن الكلام ليس محل شك بل هو مؤكد ومتوقع كذلك.

الخلاصة أن هناك سؤال مُلح ومؤرق...إلى متى نثق في كلام اسرائيل؟ إلى متى نصدق وعودها؟ كم مرة خرقوا العهود والمواثيق؟ كيف نصدقهم في كل مرة ونسمع لهم بل ونعتقد أنهم يريدون حل سلمي مع العرب هذا كل مجرد أوهام في عقولنا نحن فقط ، فإسرائيل تحسب المعادلة بمنهتى البساطة وتقولها لنا بعلو الصوت "أنا أو أنتم ولا يمكن أن نكون نحن الاثنان معاً"

هلا وعينا الدرس ونزعنا عن أعينا تلك النظارة البريئة المثالية التي تصور لنا ما ليس حقيقي لنرى الواقع كما يراه الآخرون...نتمنى

تعليقات