سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

لم أتمالك إلا أن أقول "ماشاء الله...الله أكبر" ووالله ما قلتها إلا خوفاً أن أحسدها أو يحسدها من هم حولي مما رأيته عليها من علامات حسن الخاتمة...


بالأمس القريب كتبت مدونة في نعي زوجة صديق عزيز أسميتها "بالأمس كانت هنا" والعجيب أن هذه الزوجة كانت زميلة لأختي رحمها الله في الدراسة وكانتا في نفس العمر تقريباً...وقتها لم أعلم أن ما بقى من عمر أختي رحمها الله أياماً معدودات فجاء شهر رمضان فصامته بفضل الله ثم شوال فصامت ما عليها أولا من شهر رمضان من أيام ثم الستةأيام من شوال ثم شاء المولى العزيز الحكيم أن يسترد وديعته فسلمت الروح لخالقها بعد ما يقرب من 45 يوماً من رحيل زميلتها التي حزنت عليها بالأمس...
رحلت أختي تاركة قبل الفراغ والحزن في قلوبنا إبن واثنتين من البنات أصغرهما تقارب الثلاث سنوات والإبن في الثاني المتوسط والوسطى في التعليم الابتدائي...
رحلت إختي بعد فترة مرض قصيرة جداً...بلاها الله بمرض الالتهاب السحائي أو الحمى الشوكية الذي جعله الله سبباً في رحيلها بهدوء ودون أن نشعر بحمل أو عبأ مرضها...
رحلت أختي وتركت أباً وأماً يبكيانها ويسترجعان عند الله راضين بقدره وحكمه ولكن لا حكم لهما على قلبيهما الذان التاعا لفقد ابنتهما الوحيدة على ثلاثة من الأولاد...
رحلت أختي وبكاها القريب والبعيد...بكاها من يعلمها ومن لايعلمها...وبكاها من لقيها مرة واحدة وتمنى لو أنه لم يلقاها حتى لا يشعر بألم رحيلها...
رحلت بعد أن توقف بها قطار العمر فبل أن يتم العام الرابع والثلاثين...
رحلت أختي التي لا أتذكر لها يوماً غضبت منها أو غضبت مني أو من أحد قط فيه ...طفت بذاكرتي باحثاً لها عن موقف لم أجد لها إلا مواقف طيبة في كل وقت حتى مع من أساؤوا إليها وجرحوها...
كانت دمثة الخلق ذات حياء وطيبة وأدب شهد لها بهم كل من عاملها...
كانت تراعي دينها وزوجها وأبناءها وتتقي الله في أم زوجها الوحيد لأمه رغم ما لاقته من معاملة سيئة صابرة ومحتسبة راغبة في تربية أبناءها وحفظ بيتها وكذا ما عند الله من الأجر والثواب...
كانت تجتهد لرأب الصدع الذي نشأ بيننا وبين زوجها بسبب ما تلقاه من معاملة ومضايقات...لكنها كانت صبورة ولا تملك ما لدى بعض النساء من مكر وحيل فكانت مثال حي للطيبة المفرطة وحسن الخلق
على طيلة ما يقرب السبعة عشر عاماً هي عمر زواجها كانت صابرة رغم كل شيء وتتحمل ما لايطيقه الكثيرون، وكان زواجها المبكر أحد أسباب قلة حيلتها وخبرتها...
ثم وكأن الله أراد أن ينجدها من ما هي فيه ويكافئها على صبرها وكذا يعاقب من لم يعرف قدرها وحقها فتوفاها ونحسبها في الجنان بإذن الله...
عندما ذهبت لرؤيتها لآخر مرة بعد وفاتها وقبل أن يذهبوا بها ...وكشفت عن وجهها ورأيت تلك الابتسامة المنيرة الفرحة عليه والنور الذي ينبعث منه لم أتمالك إلا أن أقول "ماشاء الله...الله أكبر" ووالله ما قلتها إلا خوفاً أن أحسدها أو يحسدها من هم حولي مما رأيته عليها ومن علامات حسن الخاتمة رزقنا الله جميعا بها...
الحمد الله من قبل ومن بعد وإنا لله وإنا إليه راجعون...

اللهم اغفر لها
اللهم ارحمها
اللهم ان كانت محسنة فزد فى احسانها
و ان كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها
اللهم عاملها بالفضل لا بالعدل
اللهم ارزقها الفردوس الاعلى من الجنة
اللهم اجمعها فى الجنة مع والديها و كل احبائها و كل من له فضل عليها
اللهم الهم اهلها الصبر و السلوان

اللهم اغفر لكل من دعا لها بالخير و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات
اللهم آمين آمين آمين

تعليقات

‏قال غير معرف…
البقاء لله .... وإنا لله وانا إليه راجعون


أحمد إبراهيم
‏قال شوارعي
الحمد لله على كل شيء
اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها واغفر لنا ولها آمين آمين آمين
‏قال محمد الغرابلى…
انا لله وانا اليه راجعون اللهم أشملها بعين عطفك و تقبلها فى رحاب رحمتك اللهم أجعل الحبيب شفيعها و ومن قصور الجنة مسكنها و من أنهارها مسقاها و من قطوفها مأكلها واللهم بكرمك ياأكرم الأكرمين أجعل الفردوس الأعلى مأواها آمين آمين آمين واغفر اللهم لوادينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات فانت يا ربنا ولى ذلك والقادر عليه