سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

مباراة مصر والجزائر...من الفائز ومن الخاسر؟!


لا أعتقد أن مباراة كروية حصلت من قبل أو حدث حولها كل هذا التهويل والحشد الإعلامي والجماهيري مثلما تحصل عليه مباراة مصر والجزائر الفاصلة والمؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 والمحدد لها 14 نوفمبر الجاري. الأمر لم يتوقف على مجرد الدعوة للوقوف وراء منتخب مصر بل تعدى ذلك لما يشبه التجهيز لمعركة حربية لابد فيها من فائز على قيد الحياة وآخر مهزوم مفارق لها!فسمعنا مسميات مثل الحرب والمعركة والمهمة الانتحارية وغيرها من التعبيرات التي تشد أعصاب الجميع، ولا أدري ما الذي يدفع هؤلاء أن يصووروا الأمر هكذا، أم إن كل من لديه قلم ومكان في جريدة فرحان بهما فأخدته الجلالة وخرج بعناوية لزوم الفرقعة الإعلامية الهدامة.

قد يقول البعض أن ذلك بسبب ما لقيه منتخبنا في الجزائر من سوء معاملة وربما محاولات غير نزيهة للنيل منه، وكذا الحملة التي يشنها البعض على منتخبنا بغرض التشتيت وفقدان التركيز وهذا ما يحدث بالفعل!
يجب توفير جو من الهدوء والتركيز للاعبين بدلاً من ذلك الضغط العصبي والإعلامي الكبير الذي لا يتحمله الكثيرين فهم في النهاية بشر ويتأثرون بما يرون ويفعلون فرفقاً بهم...

نعم نحن جميعاً نحلم بالوصول لكأس العالم ولابد أن نسعى جاهدين لتحقيق ذلك الحلم، ولكن مع كل ذلك يجب أن نتذكر أننا عرب وأخوة وتعاليم ديننا سواء كنا مسلمين أو مسيحين تدعونا لحب بعضنا البعض ونبذ الكراهية والخصومة، فلا يجب أن نسمع من يتوعد ويهدد منتخب الجزائر وجمهوره إن خسرت مصر المباراة بأشد الوعيد والتنكيل! لماذا كل هذا؟! أمن أجل مبارة كرة قدم نكون على استعداد للذهاب لكل هذا وربمنا أكثر! هذا الكلام لا يخرج من عقول واعية أوأنفس سوية ولا داعي لإدعاء الوطنية وحب البلد فقط في الكرة فهناك الكثير من المجالات التي نحتاج فيها لمصريين حقيقين ولكنهم غائبين عنها، فهل الوطنية فقط في كرة القدم؟!

ثم نأتي بعد كل ذلك ونستغرب لماذا نحن العرب يحدث لنا ما يحدث من هوان وذل ولامبالاة وكأننا في آخر اهتمامات دول العالم ورأينا أو غضبنا وسخطنا من أمر هنا أو هناك غير ذو أهمية، فيقتل الشيوخ والأطفال وكذا النساء في فلسطين وينتهك الأقصى وتقتل مروة الشربيني ويضهد كل ما هو عربي عموماً ومسلم خصوصاً في كل مكان في العالم ولا نحرك ساكناً!

من هنا شكر وتحية للكاتب الصحفي مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم تلك الجريدة المحترمة التي تسير في خط واضح من الصراحة والوضوح واحترام القارئ، التحية واجبة لتلك المبادرة التي تتبناها لتلطيف الأجواء وإعادة الأمور لمسارها الطبيعي عبر دعوتها شخصيات عامة وفنانين وكتاب لتشكيل لجنة استقبال للمنتخب الجزائري في المطار وهذا ما يجب أن تكون عليه تصرفاتنا وأخلاقنا نحن المصريين.

نعم من الجميل أن نكون وراء المنتخب بكل مشاعرنا وقلوبنا ولكن الأجمل أن نفعل ذلك ونحن نتذكر أننا أخوة وعرب ودمنا دم واحد...

تعليقات