سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

أخلاقيات المجتمع إلى أين؟!


الحقيقة أن المتأمل إلى ما آلت إليه الأخلاقيات في المجتمعات العربية بشكل عام يشعر بالإسف والأسى على حالة التردي التي وصلنا إليها، فأينما تنظر تجد فساد وإضمحلال خلقي ولا مبالاة مستفزة في أماكن شتى. فهنا غش وهناك رشوة وبالجوار محسوبية وذاك كذاب وآخر منافق وهكذا تجد ما لايسرك حولك في كل مكان.
وفوق كل هذا كلمة ربما نسمعها يومياً في أماكن مختلفة وهي " وأنا مالي" أو "مالي صالح" يعني طالما الأمر لا يؤذيني أو يمسني فـ "طوز" في كل شيء!
وربما تكون هذه الكلمة الآفة مربط الفرس، فتخيلوا لو كل واحد منا رأى خطأ أو تصرف منحرف حوله عمل على إصلاحه بشكل ما لانصلح حال هذا المجتمع بل ولعاد لهذه الأمة مكانتها وعزها.
ولكن "وأنا مالي" صارت مثل حبوب الهلوسة نأخذها صباح كل يوم حتى ندخل في حالة من الغيبوبة والدوار التي تلهينا عما يحدث حولنا أو الطناش المتعمد حتى نريح ضمائرنا وأنفسنا من أن يكون لنا دور فعال في أي شيء!
ولكي تعرف درجة الـ "أنا مالي" في دمك عليك بالآتي:
  • انظر لنفسك ولشعورك عندما ترى شخص "صايع" يعاكس أحد الفتيات في الطريق!
  • انظر لنفسك عندما تقف في طابور العيش ويأتي من يستغفلك ويأخذ خبز قبلك لأنه يعرف أحد العاملين في الفرن أو "الطابونة"!
  • انظر لنفسك عندم ترى شخص مفتري ينهال ضرباً على آخر في الشارع والجميع يتفرج وربما يصورون بأجهزة المحمول ليتبادلونها بالبلوتوث!
  • انظر لنفسك في وسائل المواصلات وأنت جالس وأمامك سيدة أو فتاة واقفة وقد تكون في سن أمك أو أختك!
  • انظر لنفسك وأنت تسمع عن أخبار فلسطين وغيرها من دول العرب والمسلمين المستباحة، علماً أن مصمصة الشفايف ليست دليل على عدم وجود "أنا مالي" في دمك!
  • انظر لنفسك وأنت تسمع أخبار وكلام عن رئيس مصر المقبل ومدى اعتقادك عن وجود دور حقيقي أو صوت لك فيما يحدث!
  • وفي النهاية انظر لنفسك في المرآة وقل لها ...
هذه الأمثلة أعلاها ليست نهاية الـ "أنا مالي" الذي نعيشها ونعاني من جميعاً بل هناك الكثير والكثير الذي لا يتسع الوقت لذكرها ولا تحتاج لعبقرية للوصول إليها...
عموماً إن وجدت في نفسك بعض هذه الأعراض أو الأعراض الأخرى الشبية فبادر بعلاج نفسك بأي شكل لأنك يوماً ما ستسمع من يراك تنضرب على قفاك ثم يمصمص شفايفه ويقول "وأنا مالي"

تعليقات