سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وماذا بعد منع المآذن؟!


تتساقط الأقنعة تباعاً الواحد تلو الآخر ليظهر لنا عما يضمره الكثيرون للإسلام وأتباعه، وصدق الله عز وجل حين قال "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ"
ولكن هذه المرة جاءت الضربة من قبل دولة تدعي أنها نصير الحرية الشخصية وحرية الأديان والعقائد ودولة الحياد، جاءت الضربة من سويسرا وعن طريق استفتاء شعبي وليس الحكومة أي أن الشعب السويسري الذي صوت بنسبة بلغت 57% صوتوا لمنع بناء المآذن والحجة المعلنة أنها بعيدة عن الطراز المعماري هناك!
وبالطبع الحقيقة المعلومة للجميع والتي صُرح بها لاحقاً هو خوفهم من الإسلام أو الأسلمة على حد تعبيرهم...
عدد المسلمين في سويسرا يفوق الـ 300,000 مسلم وبفضل الله في ازدياد الأمر الذي أثار حفيظة الأحزاب اليمينية فراحت تجمع الجموع وتحشدها لتحصل في النهاية على النسبة المطلوب لطرح الأمر في استفتاء شعبي وجاءت النتيجة التي شكلت صدمة للبعض كون سويسرا كانت دوماً تروج أنها نموذج هادئ لاستيعاب كافة الديانات لكن يبدو أن هذا الأمر أصبح تاريخ وماضي لن يعود...

الخوف أن هناك دول أوروبية أخرى قد بدأت تفكر في الأمر نفسه حتى وصل الأمر بالبعض للمطالبة بمنع القرآن في هذه الدول ولكن كما يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الصف " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿٨﴾
فأمر هؤلاء بإذن الله لن يصل إلى شيء لأن الحق بين ونوره جلي كنور الشمس ولا ينال منه شيء...

ولكن أين نحن مما يحدث؟ اين نحن مما يحاك لأمتنا؟ وماذا فعلنا كي نصحح المفاهيم الخاطئة عن ديننا؟
هل انتهى بنا الأمر فقط للصراخ والهتاف من أجل مباراة كرة قدم وحينما يأتي الأمر لديننا نكون بلا صوت ولا وجود؟!

ما يحدث يحدث بسبب الصورة المغلوطة للإسلام والمسلمين في الغرب والتي تعمل أجهزة إعلام معادية للإسلام على ترسيخها في أذهان المواطن الأوروبي فأين نحن من كل هذا؟
أما سئمنا مقاعد المتفرجين؟ أعتقد أن كثير منا كذلك ولكن لا يعلم من أين يبدأ والأمر جد سهل وبسيط فكل ما هنالك أننا يجب أن ندرك حجم ما يحدث حولنا أولاً ثم أن نعلم أننا سفراء لديننا وما نقوله أو نعمله يحسن أو يسيء إلى صورة الإسلام ورسالته ولو أدركنا هذه القاعدة وثبتناها في عقولنا لاختلفت تعاملاتنا مع بعضنا البعض أولاً ومع غير المسلمين ثانياً.
أنت أنت بمجرد قول بسيط أو عمل قد يهدي الله بك الكثيرين للإسلام، ولكن أيضاً أنت أنت قد تكون أداة إدانة ضد دينك ورسالته ...
أدرك هذه الحقيقة جيداً وعش بها من الآن...

تعليقات