سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

متحرشون أم مُحَرَشُون...


كثر في الفترة الأخيرة الكلام عن التحرش الجنسي الذي أصبح شبه ظاهرة واضحة لا مفر من الحديث عنها، لهذا خصصت لها الصحف والمجلات وحتى برامج التلفزيون مساحة لطرحها والوصول لأسبابها وعلاجها، وجاء هوؤلاء بعلماء نفسيين وأولئك جاءوا بعلماء إجتماعيين وهكذا الجميع طرحوا أراءهم وتفسيرهم لهذه الظاهرة.
ومع احترامي لكل من تكلم في هذا الموضوع، فإنهم في أغلب كلامهم ينظرون للموضوع من نقطة واحدة، وهي الفتاة أو المرأة المغلوبة على أمرها والتي تخرج في الشارع لتجد الذئاب البشرية ينتظرونها في كل مكان ليفتروسوها بأعينهم أو بما يزيد...
وأؤكد هنا في البداية أنني لن ولا أدافع عن هؤلاء "الذئاب" البشرية كمان يطلق عليهم، ولكن دعونا نفكر بهدوء. قالوا قديما في الأمثال "لا تضعوا الجاز بجانب النار" لأن النتيجة الحتمية هي الاشتعال ولا شك.
انظروا حولكم لتروا ما يعانيه شباب اليوم من ظروف معيشية أصعب ما يكون ومعوقات وعراقيل في طريق من يريد الزواج إما بسبب غلاء تجهيزات الزواج وإما بسبب تعنت بعض العائلات في طلباتهم من العريس. ثم ماذا فضاء مليء بقنوات أغاني فيديو كليب ورقص وعري وإثارة طوال الـ 24 ساعة، وأفلام دخلت غرف النوم والكباريهات وبيوت الدعارة بدعوى نقل الواقع وطبعاً الشباب يشاهد كل هذا. ثم الانترنت وما فيه من بلاوي ومواقع زفت وقطران تستهدف الشباب وتضرب على وتر الغريزة والجنس في حرب مفتوحة ولا هوادة فيها لضرب الأمة في مقتل عن طريق إفساد شبابها وشباتها.
وفي النهاية يخرج الشاب مكتئباً مكبوتاً للشارع فيجد ما فر منه في الفضائيات والانترنت موجود في الشارع! ملابس ضيقة وتكشف وتصف وطبعاً دي موضة ولابد من مواكبة الموضة أم نبقى متخلفين؟ طبعاً لا يجب أن نكون متخلفين فلنلهث وراء الموضة ونمشي عليها أي كانت.
فبالله عليكم ماذا تنتظرون بعد كل هذا؟ ماذا تنتظرون من شباب على آخره من كل ما يرى ويسمع ولا أحد يشعر به؟ النتيجة يا سادة هي نفس نتيجة وضع الجاز بجانب النار...اشتعال لا سبيل لمحاصرته أو السيطرة عليه.
أنتم تعالجون في حوارتكم وبرامجكم النتيجة والعارض وليس السبب، إذهبوا إلى قلب المشكلة وفتشوا فيه عن حل لقضيتكم، لا فقط أن تقولوا الشباب كذا وكذا...

وكلمة أخير لكل أب أو أخ أو زوج اتقي الله في نساءك، أين نخوتك ورجولتك؟! كيف ترى ابنتك أو زوجتك أو أختك تخرج بهذا المنظر إلى الشارع؟ ماذا تنتظر حين تضع قطعة حلوى مرغوب فيها أمام الذباب؟ كل الذباب سينقض عليها بالطبع...
طبعاً المرأة هي أمي وأمك وهي أختي وأختك وزوجتي وزوجتك وهي طبعاً أغلى وأعلى من هذا التشبيه بل وأغلى من كنوز الدنيا كلها ولكن حتى أغلى كنوز الدنيا يحاول من يقتنيها أن يحافظ عليها ويحميها ويتنفنن في توفير الأمن لها فماذا عنك أنت؟!

وأنتي أيتها الفتاة... لكي أن تلبسي ما تشائين شرط ألا يكون خارج عن تعاليم ديننا وكذلك عادتنا، واعلمي أنكي مسؤولة عما تلبسين فانظري كيف وما هو ردك حين يسألك الله عن ما لبستي وفعلتي فإن كنت تعلمين أن ردك جاهز ومقبول فاخرجي وإلا فدعي هذه الملابس لتحفظي نفسك وعفافك

وكلمة أيضاً للشباب...ما قلته في السطور أعلاه لا يرفع الحرج واللوم عنكم فأنت كذلك ملامون ومخطئون...أنت أيها الشاب قطعاً لن تقبل أن ينظر أحدهم لأختك أو أمك ومستقبلاً زوجتك...فما لا تقبله لنفسك فلا تقبله لغيرك...وكل ما تفعله هو دين لا بد من سداده وما تفعله اليوم سيفعل بأهلك الغد.

وأنت أيها الأب ...وأنتي أيتها الأم ...الله الله في أولادكم...الله الله في بناتكم...كونوا لهم أصدقاء...اكسروا ما بينكم من جليد وتحدثوا معهم وافهموا مشاكلهم وتذكروا أنهم أمانة وستسألون عنهم حتماً أما الله عز وجل.

هدانا الله جميعاً لما يحب ويرضى من القول والعمل وأعاننا على تجنب الفتن ما ظهر منها ما بطن...آمين آمين آمين

تعليقات