سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

التفاف المصريين حول البرادعي هل هو عن قناعة أم فقط حلم التغيير؟!


بمجرد تلميح د. محمد البرادعي عن استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية في مصر حتى قامت الدنيا ولم تقعد، وتسابق الكثيرون لتشكيل لجان التأييد وحشد الدعم الجماهيري خلف الرجل حتى وإن لم يكن الدستور الحالي يسمح له بذلك!
بداية أنا لست ضد أو مع الرجل ولكنني أقف هنا وأشعر وكأنني وسط شارع والجميع حولي يجرون في كل اتجاه وكأن كل منهم يعرف طريقه. حالة التأييد المتصاعد للدكتور البرادعي جعلني أتسأل هل فعلاً هذه النسبة المتزايدة من المصريين مقتنعين تماماً به كرئيس قادم لمصر أم أنه مجرد رغبة ملحة في التغيير؟

يبدو لي أن المصريين فاض بهم وأصبحوا متعطشين لأي نسمة تغيير أو شخص ووجه جديد ليسارعوا بالالتفاف حوله، فمن واقع حوارات ودردشة مع المحيطين بي وجدت منهم الكثيرين ممن يؤيدون البرادعي ومتحمسين له بينما أنا وبكل صراحة لم أحسم قراري بعد.
وكأن المصريين لم يكد يصدقوا أن يكون هناك فرصة أو احتمالية للتغيير حتى جروا خلفها لاهثين. تأييد البرادعي ظاهر وواضح بشكل كبير وملفت على الفيس بوك حتى أنني تصلني دعوات بشكل ملفت للدخول مجموعات تؤيد البرادعي من أشخاص من أعمار وأماكن مختلفة وحتى الآن لم أشترك في أحد منها وبصراحة السبب أنني لازلت في حاجة لمعرفة المزيد والاستماع بشكل أكبر لأي مرشح آت لهذا المنصب الذي آمل وأحلم أن يكون محصلة انتخابات نزيهة وشريفة.

أعلم أن كلامي هذا قد لا يعجب الكثيرين ولكن يجب ألا يدفعنا حلم التغيير للركض وراءه بدون إعمال العقل والنظر في كل البدائل المتاحة لكنني أيضاً مثلي مثل غالبية المصريين أريد أن أرى دماء جديدة ووجوه مختلفة قد تأتي لمصر وللمصريين بالأمل في غداً مشرق. مجرد إظهار تأييدي لأي مرشح أشعر أنه مسؤلية وأمانة وشهادة سأسأل عنها أمام الله الأمر الذي يجعلني أتحسس خطاي جيداً قبل القدوم على هذه الخطوة.

أرجو ألا يكون صوتي هذا كنغمة النشاذ في وسط سيمفونية يعزفها الكثيرون ولكنني لهم أقول... عفواً أنا لست مع هذا أو ذاك لكنني أحتاج بعض الوقت للتفكير لاتخاذ ما يرضي ضميري ويريح بالي...



تعليقات