سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

قانون محاكمة الوزراء تفصيل!



العجيب في إسم الوزير السابق محمد إبراهيم سليمان أن إسمه كله أسماء أنبياء، ورغم ذلك فبلاويه وفضايحه وصلت عنان السماء من فساد وإهدار للمال العام وغبره وغيره!
الوزير المحترم اعتبر مصر عزبة خاصة أو تكية فذهب يوزع فيها كيفما يشاء وعلى من يشاء، فهذا قطعة أرض برخص التراب وهذا فيلا وهذا ترسية لمشروع بالملايين بالأمر المباشر بدون مناقصة ولا يحزنون والقائمة السوداء لهذا الوزير مليئة وكلها تسد النفس وتحرق الدم وتجيب كل الأمراض.
الشيء المستفز طب البلاوي دي يعني ظهرت فجأة من تحت الأرض، ألم يكن هناك جهاز رقابي يحقق ويعرف، فين قانون "من أين لك هذا". من الآخر يا مصريين طوز فيكم هكذا بالفم المليان وبالصوت العالي تصرخ هذه الفضائح في أذاننا، أذان الملايين من المصريين الذين يصحون من نومهم للجري وراء لقمة العيش، ويدبرون ويحسبون ليوفروا عشان جمعية يقبضوها بعد عشر شهور ألف جنيه. ألف جنيه بعد عشر شهور أقساط بينما ثروات وخيرات البلد توزع على الناس العلاوي وإحنا طوز فينا. طب من حضر القسمة فليقتسم وإحنا أهو حاضريين واللي جابوا أهالينا من سنين لا عمرنا سمعنا عن واحد أخد حتة أرض ولا حتة خرم إبرة!

طب وبعدين؟! قالوا قانون محاكمة وزراء! أيوه قانون تفصيل للوزراء عشان يحاكموهم وقت اللزوم، وكمان قالوا متخافوش ده قانون لتنظيم الإجراءات ليس إلا لكن الوزير في النهاية هيتعامل أمام القضاء ذيه ذي أي مواطن مصري معفن عادي الكل سواسية! طب حد فيكم مصدق الكلام ده؟ ولا أنا...

المصريين هيلاقوها منين ولا منين بس وكل يوم تقارير عن أمراض وأوبئة وبلاوي سودة وكمان ارتفاع نسبة الأمراض النفسية والاكتئاب، طب مهو كل ده طبيعي يعني ايه المنتظر بعد ده كله غير الهم ده، والشيء العجيب إن الشعب ده برضو ولسه صابر وكمان لسه بيخرج مبدعين ومتفوقين اللي أكيد في النهاية يا إما بيطفشوا ويهاجروا أو بيحبطوا ويبقو ضمن أعداد المرضى النفسيين. بس تخيلوا بقى لو المناخ صحي بجد كنا عملنا ايه كان زمانا وصلنا المريخ وبلوتو كمان. إذا كان واحنا مخنوقين برضو عايشين إمال بقى لو شمنا نفسنا شوية!

طب هقولوكم رقم بس لزيادة نسبة الاكتئاب اللي عندكم أصلاً، تخيلوا راتب الوزير السابق إبراهيم سليمان بعد مطلع من الوزارة واتعينن رئيس لشركة الخدمات البترولية؟ مليون ونص...أيوه مليون ونص في الشهر ونفسي أعرف كان بيقبضهم إزاي وياسلام بقى لو الصراف غلط وإداهم له ناقصين نص جنيه كانت تبقى مصيبة! مليون ونص ومواطن تاني راتبه محصلش الربعمية وتجيله فاتورة كهرباء ب ستمية وشوية طب يعمل إيه فما كان منه إلا أن اقترح على وزير الكهرباء أن يقوم بعمل توكيل للوزير بأخذ الراتب وصرفه بمعرفته على أسرة هذا المواطن المسكين، وطبعاً ده كلام مش منطقي لهذا فأنا نصيحتي له يشتغل رقاصة على رأي عادل إمام.

أما بقى عن قانون الوزراء فنواب المعارضة غلبوا يقنعوا المجلس علشان يناقشوا لكن الحزب الحاكم يقول في أولويات عشان المواطن الكادح أهم من محاكمة أي وزير فاسد، طب ذي إيه مثلاً...عندكم مثلاً القانون اللي قدموا أحمد عز علشان تجارة الآثار بشكل قانوني! يعني من دلوقتي اللي في بيته طبلية قديمة أو لمبة جاز أو حتة كام حلة نحاس يحافظ عليهم علشان سي عز هيجبلوا فيهم سعر كويس ومين عارف ممكن هو نفسه يشتريهم منه!
وعندكم كمان قانون تقليل العقوبة على محتكرين السلع، أه والله بجد تخفيف العقوبة عليهم ومش عارف ليه بس ده طبعا أهم من قانون التفصيل بتاع محاكمة الوزراء.

أه نقول إيه غير الأه والتنهيدة ومحدش سامع ولا حاسس مش بقولك كلنا كده شروة واحد بيتقلنا طوز فيكم...
بس في النهاية للحق يعني إحنا برضو اللي مش فاهمين على حسب قول حكيم قديم " يابني دول وزراء اااااااء ااااااء إفهموها بقى"

تعليقات