سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

أمن مصر المائي خط أحمر...متقطع!


لا أعتقد أننا نحن المصريون بكل فئاتنا نرضى أو نقبل أن يحدث مساس بأمن مصر القومي والمثمثل في حصة مصر من مياه النيل، هذه الحصة التي تجمعت دول حوض النيل السبعة في مواجهة دولتي المصب مصر والسودان لتجحدان هذا الحق بل ويعلنون عن نيتهم عن توقيع إتفاق مشترك بخصوص مياه النيل بدون مصر والسودان!!!

نعم نحن المصريون لدينا قدرة هائلة على الصبر والتحمل، ويمكننا العيش بأقل القليل في ظل ظروف إقتصادية ومعيشية طاحنة، نعيش ونأكل الفتات ومفيش مشكلة، لكننا حتماً بعد أي لقمة أي كان نوعها وطعمها سنشرب كوب من الماء وبأي حال من الأحوال لا يمكن أن نستغنى عن هذا الكوب. الأمر هذه المرة لا يمسنا نحن فقط بل يمس مستقبل أولادنا وأحفادنا وبشكل خطير ولا يمكن السكوت عنه أبداً. كله إلا شربة الماء وهذا الأمر ما يجب أن تفهمه هذه الدول ولا تفكر أنها يوماً يمكن أن تعبث في هذه المسألة، فالأمر هنا ليس موضوع نقاش ومفاوضات واتفاقيات فقط بل هو أمر متعلق بكل فرد في الشعب المصري الذي فاض به وأصبح مثل البالونة التي على وشك الانفجار وهذه الدول تسعى لتفجير هذه البالونة.

الأمر ليس عبثياً او كلام "طق حنك" بل صار جدياً وأعلنت هذه الدول عزمها توقيع اتفاقيات لا تشمل مصر والسودان، هذه الدول لم يعد يهمها التصريحات المصرية المحذرة من عدم المساس بنصيب مصر من مياه النيل وقالت بالفم المليان "طوز". لم يعد الخط الأحمر الذي ظللنا نسمع به في تصريحات المسؤولين الحكوميين المصريين خطاً واضح المعالم على الأرض، بل أصبح خطاً متقطع بينه مسافات شاسعة ينفذ منه الفيل بدون مشاكل، هذا الخط الأحمر المتقطع الذي سمح لشيء إسمه إسرائيل أن يتجرأ أكثر وأكثر ويخطط ويدبر لنا ليضربنا في صميم حياتنا مستقبلنا، وبالفعل نجح في توقيع اتفاقيات وإحداث تعاون متنامي مع دول حوض النيل في مشاريع المياه والزراعة، وليس إسرائيل فقط بل أمريكا والصين وغيره وغيره، وهذه الدول رأت غياب الدورالمصري هناك فقررت أن تملأه ليس لسواد عيون الأفارقة هناك بل لأغراض أخرى معروفة ولا تحتاج لشرح أو تفصيل.

لا أدري كيف تغفل حكومتنا عن هذا الأمر كل هذه الفترة، فتمرد هذه الدول ليس وليد اللحظة بل ولد وكبر في ظل حالة توهان غريب من جانينا، وما كانت تتجرأ هذه الدول عليه إلا بعد أن تأكدت أن هناك من يساندها ويوفر لها الدعم والتأييد بل والبديل المضمون؟!

وماذا بعد؟! الأمر هنا لم يعد مرتبط فقط بسياسة حكومة أو ودولة، بل هو مسقبلنا جميعاً، كل منا يجب أن يكون له دور في هذا الأمر ويجب أن يكون لنا وقفة واضحة تُسمع هذه الدول أن هذا الأمر ليس محل مزاح أو تجربة. ولنقولها في كل مكان في الشارع في الجامعات في الندوات والمؤتمرات ومواقع الانترنت.
يجب علينا جميعا أن نقف صفاً واحد لرأب الصدع وسد هذه الفجوات في الخطر المصري الأحمر...المتقطع!

انضم الآن لجروب : "مصريون معاً من أجل شربة ماء" على الفيس بوك http://www.facebook.com/?ref=logo#!/group.php?gid=118526878162144



تعليقات

‏قال العلم نور
كل قطرة ماء سنحاسب عنها .. فهذه النعم لا يمكن التلاعب بها لأن الله عز وجل جعلها لنا للبقاء والحياة وكل مسؤول عن قطرات الماء المهدورة هذه سيحاسب حساب عسير !!
‏قال شوارعي
شكراً على تشريفك مدونتي
صدقتي والله ولو علم كل واحد فينا بصدق مقدار قطرة المياه لما فرط فيها أبدا