سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وماذا في قضية مقتل خالد سعيد؟!


لعدة أسباب تأخرت في الكتابة خالد سعيد أو كما يطلق عليه "شهيد الطوارىء" وكانت أسبابي في البداية رغبتي في رؤية أجزاء الصورة شبه كاملة قدر المستطاع قبل أي شيء ثم زادت هذه الأسباب أسباباً أخرى شخصية بعدتني فترة عن الكتابة.

والحقيقة أننا وبعد هذا الانتظار لازالت تغيب عنا أجزاء هامة من الصورة أخفاها من أخفاها أو ربما تجاهلها عمداَ، والأمر الذي لا شك فيها أن المصريين أصبحوا لا يثقون في أي خبر أو معلومة تأتي من أي مصدر حكومي، ضاعت تماماً الثقة بين المصريين وبين المسؤولين الحكوميين والأجهزة التنفيذية وأسباب هذا الأمر عديدة وليس هذا محل طرحها، وجربوا أن تسألوا أي شخص عن مدى تصديقه لقصة موت خالد سعيد ثم تقرير الطبيب الشرعي الأول فالثاني ستجد إجماعاً غير عادي على عدم تصديق كل ما يُقال في هذا الشأن.

قديماً علمونا قصة شاب كان يدعي الغرق كل يوم وعندما يأتي الناس لينجدوه يسخر منهم ضاحكاً إلى أن آتي يوم تعرض فيه للغرق فعلاً فاستنجد بالناس فلم ينجدوه أو يسمعوا لها بعد أن ملوا من كذبه وضاقوا ذرعاً بسخريتهم منهم، ولا أدري لماذا أتذكر هذه القصة الآن لكن بالتأكيد مهما حاولوا اثبات براءتهم من دم خالد لن يصدقهم أحد حتى وإن كان كما يقولون عنه كذا وكذا ففي النهاية تحول اسم خالد سعيد لرمز لحالة الغضب في الشارع المصري تجاه ما يحدث من تجاوزات حتى وإن كانت فردية إن صح التعبير، وكذلك انعدام الثقة والتواصل بين المواطنين وبين من يفترض بهم أن يوفروا لهم الأمن الأمر الذي له من التداعيات الخطيرة التي يعلم الله وحده أن ستذهب بنا؟!




تعليقات