سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

انتحار المصريين هروب إلى أين ومن ماذا؟


"عزيزي المواطن المصري...إذا ضاقت بك الدنيا أو اتزنقت في قرشين أو حبيبتك إديتك صابونة بريحة أو من غير أو عندك أي مشكلة مضايقك...عندنا أفضل أحبال للشنق بالإضافة لنوعية ممتازة وفتاكة من سم الفئران والتوكسافين وكذلك أفكار أخرى مبتكرة للانتحار"

هذا إعلان افتراضي ربما نراه قريباً في شوراعنا في ظل موجة الانتحارات التي تطل علينا كل يوم على صفحات الجرائد لأسباب مختلفة منها الخايب ومنها ما هو بسبب الخنقة الاقتصادية والغلاء والظلم المتفشي، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هذا هو الحل؟!

قطعاً الجواب معروف "لا وألف لا" والمنتحر نفسه يعلم ذلك لكن لحظة اليأس تكون تملكت منه وبلغت منه أعلى مبلغ فذهب للنهاية الأليمة التي تكون فاتحة ألم مستمر في الآخرة إذ مات كافراً آثماً...

نعم نحن نعيش لحظات وأيام عصيبة وكلنا نواجهها معاً على اختلاف المواقف والأماكن، وكلنا قد نصل لأوقات يأس نرى الدنيا في اكتست بالسواد ولكن الحل ليس في الانتحار أوالهرب لما هو أكثر سواداً فنخسر دنيانا وآخرتنا. لماذا يكون الموت هو الحل الأهون دون غيره، لماذا لا نتذكر الله ونطلب منه العون والمدد؟ ولا تستهينوا بالدعاء فإن باب الله لا يرد سائل ولا تضيع عنده المسألة.

المنتحر وإن كان ارتكب إثماً عظيما إلا أن هذا لا ينفي التهمة عن المجتع الذي يعيش فيه والذي أصبح كل فرد فيه لا يهتم إلا بحاله ولا يرى من حوله، فنرى شخص يموت وحيداً ولا يُعرف بموته إلا من رائحة جثته، فلا جار يسأل ولا أقارب تود ولا صلة رحم ولا أي شيء. المجتمع صار منقسماً قسمين، قسم علية القوم و "الهاي لايف" الذين لا يشعرون بمن دونهم، وقسم الغلابة البسطاء وهم الغالبية ولا يوجد من هم في الوسط في ظل غياب للتكافل الاجتماعي أو المشاريع التي توفر فرص عمل للشباب العاجز عن الزواج فزادت نسبة العنوسة وهكذا دائرة لا تنتهي بل وتضيق شيئاً فشيئاً على من فيها.

بالتأكيد هذا ليس مبرراً للانتحار ولكنها قراءة للواقع الذي نعيشه وأيضاً نداء استغاثة لانقاذ المصريين من الانجراف أكثر في طريق اليأس والضياع وحتى لا تذبل روح الانتماء لهذا الوطن...

تعليقات