سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

الدنيا من خرم الباب

بعض الناس تتوقف عندهم الحياة عند نقطة معينة ينتهي بعدها كل شيء، وتضيق أمام هؤلاء الأبواب والنوافذ لكل الحلول أو الخيارات حتى ينتهي بهم المطاف أمام ثقب باب مغلق ينظرون من خلاله على الدنيا!

ولك أن تتخيل ما الذي يمكن أن يراه المرؤ عندما ينظر من ثقب الباب، ولا أقصد هنا التلصص لا سمح الله، ولكن من يفعل هذا بالتأكيد لا يرى إلا أقل القليل، ويغيب عنه الكثير مما يقع خارج إطار ثقب الباب، ناهيك عن ألم الظهر الذي سيشعر به جراء تلك الوضعية التي يضطر لاتخاذها للنظر من خلال الثقب!

وقطعاً هناك أسباب تدفع البعض لهذه الحالة، مثل الظروف الاقتصادية الصعبة، أو الفشل في تجربة عاطفية أو الإخفاق في إيجاد فرصة عمل وهكذا تتنوع الأسباب من شخص لآخر تبعاً لاختلاف المواقف ووالثقافات ولكن في النهاية تجدهم جميعاً يصطفون أمام الأبواب لينظروا من خلال الثقب.

ولو أن هؤلاء فكروا فيما قد يكون خارج إطار هذا الثقب الصغير لكسروا تلك الأبواب وأطلوا على الدنيا الرحبة الواسعة وبحثوا عن بدائل التي حتماً تكون موجودة ولكن ربما تغيب عن أعينهم وارء غيامة اليأس والخوف من الفشل. ولا نلومهم فهناك بالتأكيد من المعوقات والصعوبات وربما الصدمات التي تجعل الفرد منا في حالة من عدم الاتزان والتوهان، لكن إن استسلمنا لمثل هذه الحالات وأصبحنا فريسة للأوهام واليأس فلربما ينتهي بنا الأمر خبر في صفحة الحوادث التي صارت تعج بأخبار حالات الانتحار والقتل والطلاق حتى في أوساط من نعدهم من الطبقة المثقفة أو ذوي الفكر الناضج.

والحل الأول والأمثل في مثل هذه المواقف هو العودة للباب الذي لا يوصد أبداً، الباب المفتوح على مصراعيه أربعة وعشرون ساعة، العودة إلى الله الذي تأخذنا الدنيا وتلهينا بعيداً عنه فنذهب نتلمس الحلول عند أصحاب السلطة أو الجاه هنا وهناك بينما باب رب هؤلاء جميعاً وربك ورب كل شيء موجود طوال الوقت ولا يمل صاحبه عز وجل من سؤالك وإلحاحك. فلا تيأسوا أخواني من رحمة الله ولا تملوا من طلب العون والمدد منه فهو وحده أهل لفك كل الكربات والأزمات.

ثم الأخذ بالأسباب الدنيوية، فلا نتواكل على الله ونقول نحن في انتظار الفرج، فهذا خطأ، بل العمل على توفير الحلول والبدائل التي لا تتعارض مع شرع أو خلق، فلا نجلس نبكي ونلوم هذا وذاك بينما نحن أنفسنا مقصرين في حق أنفسنا. تجد بعض الناس يبحث عن عمل في شركات كبيرة بينما هو لا يملك من المهارات الأساسية أو الخبرات ما يؤهله لذلك.

آخرون يرون كل البشر خونة ولا يجب الوثوق بهم نتيجة إخفاقهم أو صدمتهم في بعض الأشخاص، فليس معنى الإخفاق أن يكون الجميع على نفس الشاكلة، ولا معنى وجود بعض البيض الفاسد أن تكون البقية كلها فاسدة، فلا يجب أن نعمم أو نشوه في أحكامنا على الأشياء.

شاب قابلته مثلاً منذ أيام يرى كل النساء كذا وكذا! وبالطبع دخلت معاه في حوار مطول حول هذا الموضوع، والنماذج كثيرة ومتعددة ويجمعها جميعاً رابط واحد، هو ضيق الأفق والنظرة الشمولية المشوهة.

ولهؤلاء جميعاً نقول...أعطوا أنفسكم فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق ثم النظر من جديد لما قد يكون غاب عنكم في غمرة انشغالكم بالنظر من الثقب...ثقب الباب

تعليقات

‏قال بسنت الصاوي
حلوة اوووووي :)
‏قال بسنت الصاوي
حلوة أووووووووووي :)
‏قال غير معرف…
الناس دي كتير اووي
لاسف بنقابلهم كل يوم المشكلة ان الموضوع ممكن يكون معدي
:)
مقالة جميلة واسلوب أروع
امضاء
امرأة الميزان
‏قال شوارعي
بداية شكراً على مرورك على مدونتي وتعليقك الجميل
عموما أنا أعتقد إننا كأفراد ممكن يكون لنا دور في علاج المشكلة ولو على نطاق من حولنا من دائرة المعارف أو الأصدقاء اللي ممكن يكون صابتهم عدوى النظر من ثقب الباب
مقال رائع أحييك عليه
‏قال شوارعي
شرفني مرورك وتعليقك بمدونتي ويسعدني دوماً سماع تعليقاتك
‏قال غير معرف…
اقول للشخص المحترم الذي كتب هذه المقاله انه من كثره الاشخاص الخائنين والمنافقين صار الامر مشوش انت تقول ان الشخص الذي قابلته قال علي النساء كذا وكذا ومعه حق لانه بالتأكيد لم يمر بتجربه واحده بل بعده تجارب وليس هذا فقط بل رأي أشخاص أخرين وانا أؤيده الرأي حيث أن معظم النساء في هذه الأيام تتميز بصفه واحده فقط وهي الغدر مع العلم انه بالتأكيد يوجد الجيد منهم ولكن الي ان نلقاهم أقابلكم يوم التنور إن شاء الله وشكراً.
memo