سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

كفانا موالد

لم أكن أبداً من هواة حضور الموالد أو مريديها، لكن بعد بناء على رغبة صديق لي ذهبنا معاً لمشاهدة أحد هذه الموالد وبعد جولة قصيرة في المولد وقفنا نشاهد إحدى حلقات ما يسمى زوراً "الذكر" بينما هو حفل غنائي راقص حيث تجد مجموعة من الرجال وربما بعض النساء أحياناً يتمايلن مع صوت المنشد وهم في حالة شبيه بالتوهان، وقفت متعجباً لما أرى ثم قلت لزميلي في دهشة "هو في إيه؟ الناس دي مالها؟ حاجة عجيبة!" وقبل أن يرد صديقي وجدت أحد الرجال والذي كان أمامي مباشرة ولكنه في دنيا غير الدنيا، إذ به فجأة يفتح عينينه المغمضتان وينظر لي والعرق يتصبب منه قائلاً في لهجة آمرة "إمشي من هنا يا أستاذ"! ولا أخفيكم سراً شعرت بالقلق من نظرة الرجل وخفت على نفسي وعلى صديقي فأثرت الانسحاب صامتاً من دون كلمة واحدة.

ولا أدري ما السبب في إقامة هذه الموالد حتى الآن رغم ما يحدث فيها من أمور وتجاوزات فمن بانجو وحشيش لسرقة بل وأكثر من ذلك من تجاوزات أخلاقية في تسمية مبسطة لما يحدث، ناهيك عن ما فيها من مخالفة شرعية حيث لم نسمع أن أحد الخلفاء أو الصحابة احتفل بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم أو أي من آل البيت بهذه الطريقة او غيرها، فما الذي يدعونا لإقامة مثل هذه الموالد. نعم يجب أن نحافظ على تراثنا الشعبي الأصيل ولكن إن كان هذا التراث يتعارض مع العقل والمنطق وقبل ذلك تعاليم ديننا فماذا يكون الموقف؟!

أعلم أن كلامي هذا لن يعجب الكثيرين من "الموالدية" ولكنها كلمة أبرئ بها ذمتي أمام الله ...اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

تعليقات

‏قال Unknown
انا في حياتي عمري ما شفت مولد صراحة لكن قريت شوية عنها وعن الحركات الي بيعملها مرتاديها بيقولو والله اعلم ان الحركات دي بتشبه الحركات الي بيعملها لاعبي اليوجا بغض النظر ع انها حركات ثابته لكنها بتدخل الجسم في حاله بتشبه الغيبوبه والغياب عن الوعي او تناول المخدرات... ويقال برضه انها بدت في العصر الفاطمي ويقال برضه ان الحاله دي بتشبه الحاله الي كان بيدخل فيها المتصوفين زمان

ميرسي على الموضوع
‏قال Unknown
انا في حياتي عمري ما شفت مولد صراحة لكن قريت شوية عنها وعن الحركات الي بيعملها مرتاديها بيقولو والله اعلم ان الحركات دي بتشبه الحركات الي بيعملها لاعبي اليوجا بغض النظر ع انها حركات ثابته لكنها بتدخل الجسم في حاله بتشبه الغيبوبه والغياب عن الوعي او تناول المخدرات... ويقال برضه انها بدت في العصر الفاطمي ويقال برضه ان الحاله دي بتشبه الحاله الي كان بيدخل فيها المتصوفين زمان

ميرسي على الموضوع
‏قال شوارعي
طرق العبادة والذكر معروفة ومذكورة في السنة النبوية ومش محتاجين أبدأ الموالد وما هو على غرارها للتعبد أو الاحتفال وبجد الموضوع محتاجة وقفة جادة من الجهات المعنية
‏قال Unknown
اكيد انا مش مع الحاجات دي لكن انا بس حبيت اوضح الحاجات دي كان اصلها ايه.... واعتقد ان الدولة من فترة حاولت انها تلغي احتفالات الطرق الصوفية بدعوي منع انتشار انفلونزا الخنازير الدنيا قامت على الحكومة واتقال ان ده ضد الحريات وان مصر مش فيها حرية دينية والموضوع كان هيتصعد لحقوق الانسان وطبعا معروف ان الحاجات دي وراها اشخاص اكبر من الجمعيات دي
‏قال شوارعي
في البداية شكراً لمرورك الكريم في مدونتي وتعليقي على الموضوع، وأنا أفهم كلامك جيداً لكن الأسباب الدينية لمنع الموالد هي واحد من مجموعة أسباب أخرى مثل الأسباب الأمنية والصحية والخلقية وخلافه.
ولكن ما باليد حيلة...
‏قال Amr Awwad
اولا طرح جميل
ثانيا الموضوع ده لم يكن له اى اصول حتى القرن الثالث الهجرى
ولم يذكر فى السنه او كتب السلف
على العموم ربنا يهديهم لان الوضع مؤذى جدا ويشوه صورة الاسلام بكل المقاييس
‏قال شوارعي
ليس بيدنا إلى أن نقول لا في وجه ما وهو غير مستقيم في حياتنا حتى وإن لم يسمعنا الأخرون...

نورت مدونتي بمرورك وتعليقك
‏قال Tittle-Tattle…
أحييك فعلاً على عرض هذا الموضوع المهمل للأسف لا أدري لماذا .. ويؤسفني غياب رجال الأزهر عن هذا المشهد الغير عقلاني بالمره .. لقد زرت أحد الوالد ذات مره فلم أجد فيها الا المتجاره بعقول الناس وعواطفهم .. وأستنزاف أموالهم للأسف ..
أتمنى أن يتبى أحد الشيوخ هذا الموضوع لما له من تأثير كبير على عقول البسطاء ممن يشكلون نسبه كبيره من المجتمع ..
وشكراً ..
‏قال شوارعي
أولاً شكرا على تعليقك ومشاركتك...
في رأيي أن المشكلة تكمن في أن الموروث المتراكم من العادات والتقاليد في مصر والعالم العربي بشكل عام لم تجد من ينقيها بشكل كامل ومتواصل من هذه الشوائب والظواهر الغير حضارية أو المقبولة شرعاً