سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

فرحة العيد...والبوصلة المفقودة

كم هي جميلة صلاء العيد...
كم هو جميل أن ترى هذه الوجوه تعلوها البسمة والفرحة الحقيقية، وكيف لا والأعياد نعمة من الله عز وجل نحمد عليها ونشكره...
رجال ونساء وأطفال، على اختلاف أعمارهم وألوان ملابسهم وأشكالها...كلهم تعلو وجوههم نفس الابتسامة بل ويحيوك حتى وإن لم يعرفوك فاليوم يوم العيد...لذلك أنا من أصحاب العبارة الشهيرة "إذا مصلتش العيد مش بحس إن فيه عيد"...

كنت إطالع تلك الوجوه وفي قلبي مع الفرحة حيرة وحسرة، إذ كيف لمثل هذه الطاقة البشرية الهائلة أن تكون ضائعة ولا تدري أين الطريق؟! أعداد ما شاء الله من شباب ورجال هذه الأمة رأيتهم أمامي في مصلى العيد، وبالتأكيد أنت وأنت رأيتهم كذلك بل ولربما كنت واحد منهم... إن صليت العيد طبعاً!

إذا كنا كذلك وبهذه الأعداد فأين الخلل إذن؟! ما الذي يجعلنا في ذيل الأمم؟ ما الذي يجعل دولة مثل الصين تصدر لنا كل شيء وأي شيء حتى وصلت لتصدير العرايس والحلاقين؟! هل هؤلاء كما كان يقولون يزيدون عنا بيد أو قدم؟ هل عقولهم لم تصدأ من كتر أكل الفول كل صباح؟ الحقيقة لا شيء من هذا صحيح فكل الصينين يشبهوننا في كل الصفات البشرية عدا اختلاف لون البشرة وطول القامة وضيق العيون...
أتدرون ما الفارق؟ ما الشيء المفقود في معادلة النجاح التي تسمى الصين؟ إنها البوصلة... نعم البوصلة التي تدلك إلى الطريق...البوصلة التي عرفت كيف تستغل مثل هذه الطاقات أحسن وأفضل استغلال وتغزو بهم العالم، فالجميع يعرف ماذا يريد وكيف يصل إليه؟ بل ولديه أسباب ومحفزات الوصول.


أما نحن فماذا لدينا؟ قف أنت أمام نفسك وإسألها ماذا أريد؟ ولماذا أريده؟ وكيف أصل إليه؟ أراهن أن أغلبنا سيقول كما قلت سابقاً الستر والعيش بكرامة في هذا البلد. جميل جداً أن نعرف إجابة السؤال الأول وهو من الأهمية بحيث يكون بمثابة المنارة التي تصل بالسفينة إلى بر الأمان. أما لماذا الستر والكرامة وكفي فلأنهما يحملان في طياتهما من الشرح ما لا يتسع المقام للحديث فيه لكنهما كلمتان تعنيان الكثير والكثير مما نبحث عنه.

جواب السؤال الثالث هو الأهم...كيف نصل إلى الستر والعيش بكرامة؟ عندما ننظر حولنا سنجد الكثير من الرايات المرفوعة التي تنادي كذلك بنفس المطالب وربما حملوا معهم خرائط وعلامات إرشادية لتحقيق هذه الغاية، أنا لن أقول لك من تتبع أو خلف أي من هذه الرايات تمشي لكن ما أقوله هنا هو أن تكون أكثر إيجابية، لا يمكن أن تعرف فقط ما تريد وكفى، فهو حتماً لن يأتيك وأنت في مكانك، تماماً مثل الرزق ولقمة العيش التي تبحث عنها كل يوم. كفاك الجلوس ومصمصة الشفايف وقول "يا ريت" و "يا سلام لو ده حصل" فمثل هذه الكلمات لن تغني ولا تسمن من جوع ولن تحصل من وراءها شيء فكم مر من عمرك وأنت تكتفي بالمشاهدة فماذا حدث...ببساطة لا شيء! وإياك بقول "وأنا مالي" بل هو مالك وحقك وحق أبناءك.


كل عام والأمة الأسلامية جميعاً بخير وأسأل الله كما منَ علينا بنعمة العيد أن يمن علينا كذلك بنعمة التوفيق والسداد لاختيار ما فيه الخير لنا ولأمتنا...




تعليقات

‏قال oceanman
رجعت تانى
الاحساس بالعيد موجود فقط فى مصر و الاحساس برمضان موجود برده فى مصر و اى احساس بأى فرحة بحسها بجد لما اكون فى مصر,بالنسبة الطاقات البشرية المتواجد عندنا للاسف هناك عدم استغلال لهذة الطاقة, و مش احنا السبب فى دة,السبب فى السلبية و الخوف اللى اتزعت جوانا من ابداء اى رأى فى اى شىء,...سلبية متواجدة,و مش حقول الحكومة السبب و لا حقول احنا السبب ,لكن الاسباب احنا الاثنين متشاركين فيها..مفيش تشجيع مفيش حافز لاى شىء زى ما قولت ,لانهم اللى هما الحكومة عاملة مش واخدة بالها و مفيش حد حاسس بالناس اللى تحت, تقدر تقولى ايه لزمة القرار المطبوع اللى بيقول لو انت شغال فى الحكومة ليس لك الحق فى انك تعمل فى اى مؤسسة اخرى ؟؟؟ ليه هوة المرتب حيكفى ايه و لا ايه ما كلوا على ايديكو و حجيب منين و مع ذلك كل الناس بتشتغل شغل تانى و الحكومة فاهمة و برده مطنشة ...طب ما طناش بطناش و سيبكوا من البروبجندا و الدعايا و اعملوا اللى انتوا عايزينه و احنا نعمل اللى احنا عايزينه ...انا عارف انى خرجت عن السياق ...
لكن انت لو تلاحظ ان الفساد بقى شىء طبيعى دة حتى وصل للاعلانات!!!!
مستغرب .. لو تفتكر الاعلان بتاع الكنتلوب ...مصيلحى طمع فيه و هما عاملين 300000 زجاجة كانتلوب ..قاله لو ممشيش رد عليه و قاله سهلة نلبسها لمصيلحى و نرفده !!؟؟؟! نكتة حلوة
لكن دة الفساد اللى بقى خلاص عادى
فى الخارج مسلمين بدون اسلام و انت ممكن تعرف دة من المعاملة و اكيد احنا عارفين ان الدين المعملة ...احنا فينن بقى و نقدر نعمل فى ظل التجاهل و الفساد و كل دة ليه توابع...كتيرة
رأينا مجرد كلام دة لو قلناه لان مفيش منهم بيسمه و لو سمعوه بيطنشوا ..مفيش غيرنا بنسمع بعض ..الغلط مش البوصلة الغلط فى اللى ماسك البوصلة و فاكرها لعبة
‏قال شوارعي
أهلا بك دوماً وتسعدني تعليقاتك وإن كانت مرارة كلماتك رغم صدقها شيء يدعو للحزن وعلى أي حال نأمل أن تكون كلماتنا لها بعض الصدى في عقول من يقرأها فيأخذ ولو خطوة تجاه تعديل بوصلته أو بوصلة هذه البلد