سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

ديمو...ديمقراطية

أن تعلم نتيجة أمرِ ما سلفاً يجعلك وبشكل فطري تفقد الحماسة لفعله أو الاهتمام به، تماماً مثل المسلسل أو الفيلم المحفوظ والمكرر، وربما هذا يصف حال أغلب المصريين وموقفهم من الانتخابات في مصر. هذا الموقف هو ما لمسته من دردشات مع نماذج من شرائح مختلفة من المجتمع المصري.

ربما كان أكثر من تحدثت معهم هم بعض سائقي التاكسي، وهم رغم كونهم أصحاب مهنة واحدة إلا أن منهم من لازال يدرس في كلية التجارة وآخر يحمل شهادة البكالريوس في الخدمة الاجتماعية بالإضافة إلى آخرين، والغريب أنهم جميعاً عندما سألتهم عن إن كانوا شاركوا في التصويت في انتخابات مضت أو سيذهبون في الانتخابات القادمة، نظروا لي بكل سخرية ولسان حالهم يقول "إنت أهبل ولا ايه؟!"

سائق التاكسي وطالب كلية التجارة في نفس الوقت اختار أن يكون رده قرآنياً، فقال لي عندما سألته عن الانتخابات "قضي الأمر الذي فيه تستفيان"! والمعنى واضح ولا يحتاج لشرح أو تعليق. آخر قال لي "هو إحنا بتوع الكلام دي يا أستاذ" وبدا لي وكأنني أسأله عن شيء قبيح ولا حاجة! سائق آخر قال لي "اللي عاوزاه الحكومة ينجح هينجح فإيه بقى لزمة الشحططة ووجع القلب". نموذج آخر ناقم وغاضب لدرجة كبيرة اتهم أغلب من يتسابقون في الانتخابات الجاري الاستعداد لها للدورة القادمة في مجلس الشعب أنهم فقط يسعون وراء بعض المال ليتركوا الدائرة لغيرهم أو لينجحوا من أجل مصالح شخصية ثم زاد بسيل من الشتائم والسباب للجميع! إنها أزمة فقدان الثقة المتجسدة في هذه الآراء والأفكار.


ولا أدري لماذا تذكرت أحد الأصدقاء الذي اتهمني أنني قد أكون أنقل فقط الجزأ القاتم من الصورة، ولكن للأسف هذا هو فعلاً واقع ما يعيشه ويراه المصريون، ولا أدري هل ذهب صديقي هذا للتصويت في أي انتخابات أو إلى أي مدى يثق في نزاهة الانتخابات وربما يقرأ هذه السطور ويجيبيني عن استفساري هذا!

ولعل موسم الانتخابات والذي يسارع فيه المرشحون لتقديم وعرض خدماتهم على المواطنين ثم يختفون بعد ذلك، ومنهم من يقدم بعض الوجبات واللحوم للفقراء والتهافت للحصول على تيشيرت أو وجبة طعام يعكس ما وصل إليه حال هذا البلد!

والحقيقة أنه يبدو أن الديمقراطية المطبقة في مصر لازالت نسخة ديمو...أي نسخة للتجربة فقط ولكنها ديمقراطية ديمو طويلة الأجل وليس بإمكانك أن تقبل أو ترفض تطبيقها.

تعليقات

‏قال Unknown
دي مش ديمو دي لسه فايل html
مبرمجه واحد فاشل
‏قال شوارعي
هي فعلاً نسخة محتاجة تعديلات ومجهود كتير من المتخصصين في مجال البرمجة الديموقراطوية...الله المستعان