سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

أعشقُ غزلَ الحروفِ كلماتٍ ...

اليوم أكتب لا لأتحدث عن الفساد أو الغلاء أو البطالة أو أو أو...
بل إنني حتى لا أريد ذكر كلمات قاتمة هنا

اليوم أكتب فقط لأنني أعشق الكتابة...
أعشق غزل الحروف كلمات ثم أنظم تلك في  نسيج جمل لها معني
قد يتفق معها أو يختلف من يقرأها
لكنها في النهاية كلمات تشعرني أنني أحيا

فالكتابة بالنسبة لي ليست فقط هواية أو حتى مهنة أصبو إليها، إنما هي حالة أعيشها وأتنفسها...حالة أكون معها في عوالم أخرى...قد تكون كتاباتي هنا في أغلبها حياتية وواقعية تقطر حزنا أحياناً أو تشدو فرحاً وأملاً أحياناً أخرى. غير أنني في خضم كل هذا كان يلازمني الحنين لمشاعر عشتها يوم أمسكت القلم صغيراً وجلست أكتب أولى كلماتي، ولعلني لا أتذكر تلك المشاعر إلا أنني أقدر أن أتخيلها وأسترجع تلك المشاعر، كيف كان قلمي فتياً مراهقاً متمرداً ،قد يسطر كلمات حبٍ أول، أو غضبٍ من موقف أفلتت فيه حماقتي. نعم فأنا بيني وبين القلم وحروف الكلمات تاريخ وذكريات سطرت فيها أفراح وأطراح، ضحكات وعبرات، حبٌ وشوق ثم فراق وانقطاع. ودوماً كان القلم رفيقي نلهو ونمرح أو نحزن ونبكي على وجه صفحة بيضاء تنام لكنها شامخة على سطح مكتبي الخشبي...
والآن وقد اشتد عود قلمي وصارت الحروف والكلمات تتزاحم وتتسابق أملاً أن تحظى بمكان على الصفحة البيضاء، لكنها لم تعد كما سبق مجرد كلمات أقولها لي أو عني، بل أضحت كلمات كما ترون هنا على مدونتي بها ما بها من هموم ومشاكل نعيشها جميعاً...

أصدقكم القول عندما أقول أن تلك الكلمة "هموم" خرجت على حين غفلة من قلمي، وأحدثت اضطرابات وذبذبات تتسع كحجر ألقاه طفلُ في بركة ساكنة، فاستعدت مع تلك الكلمة جزءاً من الواقع بما فيه من كذا وكذا...
أترون نجحت هذه المرة في كبح زمام كلمات أخرى قاتمة...!

جربوا أنتم أنفسكم أن تكتبون، أمسكوا بالقلم وأخرجوا ورقة من أدراج مكاتبكم واجلسوا واطرحوا عليها كل ما بكم من أحلام أو آلام أو حتى ثرثرات بلا معنى...فقط اكتبوا وصدقوني ستشعرون براحة وقد تتعودون عليها فتصير متعة وعشق ليس فيها عيب أو ذنب...

ربما تقولون ما الذي يقوله وما سببه وجوابي ألا تشغلوا بالكم بمحاولة معرفة السبب فلا شيء غير أن هذه الكلمات أعلاه ما هي إلا دندنات اختلستها بينما أفكاري الأخرى تتأهب للنوم والراحة لتعود لتزمجر ثانية في عقلي المسكين...

تعليقات

‏قال غير معرف…
sooooo tender actuly ... cant find words to express what i felt when i red it
‏قال غير معرف…
sooooo tender actuly ... cant find words to express what i felt when i red it
‏قال شوارعي
Thank you my dear... Really appreciating your support