سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

هتك عرض الديموقراطية...

لا أدري ما الذي ستفعله المأسوف على حالها والمسماه "ديموقراطية" بعد أن تم هتك عرضها واغتصابها عيني عينك على نحو لم تتوقعه هي نفسها أثناء انتخابات مجلس الشعب الأخيرة...

والحقيقة أننا طالما حذرناها بأن هناك من يتربص بها ويخطط للنيل من شرفها، لكنها وبكل حسن النية لم تعطي تحذيراتنا بالاً وقررت أن تضرب بكلامنا عرض الحائط! وها هي النتيجة فقدت شرفها الذي مثل عود الكبريت لا يشعل إلا مرة واحدة وعلى مرآى ومسمع من الجميع لكي تكون فضيحتها وجرستها بجلاجل...



ما جرى في الانتخابات الأخيرة بكل فصولها من أحداث قبل وأثناء وبعد كان بمثابة ورقة التوت الأخيرة التي سقطت لتظهر لنا عورة الديموقراطية المزعومة، ومع سقطوها لم ولن تفلح كل مساحيق التجميل في العالم، وذلك بعد أن رأى المصريون بالصوت والصورة أعمال التزوير الفجة لأصواتهم. ولكم أصابني مثلما أصاب الملايين من المصريين مشاعر الغيظ وحرقان الدم وهم يسمعون تصريحات هنا وهناك ومقالات في الجرائد القومية عن نزاهة العملية الانتخابية وحسن تنظيمها!!!!!!!!!

ألم يشاهد هؤلاء كل مقاطع الفيديو المسربة والتى بثتها وكالات الأنباء العالمية ووضعت معها الفضائيات المصرية في حرج فلم تجد مفراً من إذاعتها هي الآخرى! أم أنا الأمور صارت وكأننا نُسرق في أتوبيس نقل عام والنشال باصص لنا عيني عينك بكل تحدي واستفزاز قائلاً "أيو بسرقك...لك شوق في حاجة"...ساعتها إما أن تصمت وتدعي عليه في سرك وتقول "حسبي الله ونعم الوكيل" وإما أن تصرخ بعلو صوتك وتستنجد بمن حولك ليغيثوك...

وما أعجب منه هو إقدام أحزاب المعارضة الهشة وجماعة الأخوان على المشاركة وهم يعلمون سلفاً ما يخطط لها، الأمر الذي يلقي بظلال على نوايا جبهات المعارضة في مصر، وهل هي حقاً معارضة حقيقة أم فقط مجرد برواز للصورة؟

بالتأكيد أن أغلب المصريين خرجوا من هذه التجربة الانتخابية الأخيرة بمشاعر أكثر يأساً وإحباطاً ولسان حالهم يقول "مفيش فايدة" ولو أجريت استفتاء سريع بين أي مجموعة من المصريين وسألتهم عن مدى ثقتهم في الانتخابات أو حتى الحكومة لوجدت مؤشرات صارخة تعكس هذه الحالة.

ما ستحمله الأيام القادمة لن يأتي بجديد على أي حال، ولن يخرج عن إطار تصريحات بصحة وجود "بعض" التجاوزات وسيتم التحقيق فيها ومحاسبة المسئول عنها وربما إلغاء نتيجة دائرة هنا أو هناك وإعادة الكرة فيها، ولكن ما رأينا من مقاطع فيديو مسربة هي بالتأكيد شيء يسير مما حدث ويحدث ...وما خفي كان أعظم!

تعليقات