سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

نعم...نحتاج لتغيير



جمعتننا جلسة واحدة، كانت لدي الرغبة لمعرفة انطباعاتهم عن التجربة (الانتخابية) - بين قوسين -  الأخيرة في مصر، ولم يكن هناك داعي للدخول في مقدمات أو فتح باب الناقش فبمجرد ذكر كلمة انتخابات حتى انهالات عليه الآراء والأفكار ورذاذ غضب الكلمات، وإليكم ملخص ما دار في هذه الجلسة...

أنا: هه اخترتوا مين في الانتخابات يا جدعان؟
صديق1: انتخا... إيه...مين ده انت مع مين يا عم انت...
صديق2: يا عم قول يا باسط انتخابات مين وبتاع ايه...
صديق3: أنا طبعاً انتخبت بس بالبلوتوووث
صديق4: طبعاً كلنا انتخبنا...الحكومة حرصاً منها على صحتنا وبدل منتعب نفسنا في زحمة وتعب الروحة والجاية فانتخبولنا بمعرفتهم...يعني نوع من الرفاهية للشعب...



صمت قليلاً بعد هذه التعليقات ثم عدت للسؤال بشكل أكثر جدية:
- يعني محدش راح الانتخابات خالص...طب ليه؟
صديق3: ونروح ليه؟
أنا: علشان تنتخب...
صديق2:  إيه يا عم عمرو...انت واخداك الجلالة بجد ولا ايه...موضوع الانتخابات ده كله هجص في هجص واللي عاوزاه الحكومة هو اللي هينجح...
صديق4: يعني من الآخر كده ملهاش لزمة...
صديق2: آه وكمان مفييش فايدة...
صديق3: شوف يا عم عمرو أنصحك كده تخف من الكتابات اليومين دول بدل متتجاب من قفاك...
صديق2: آه والله بجد يا عمرو...أصلاً مفييش فايدة من اللي بتكتيه...مغيرك كتير بيكلموا وبيقولوا عملوا ايه يعني...بالعكس كتير منهم بيتبهدل وبيدخل في وجع دماغ...

تنهدت تنهيدة كبيرة ولم أعلق ما يقولون، فلقد كنت مهتماً أكثر بالاستماع لآراءهم التي كنت أتوقعها سلفاً...

صديق3: أهو شكلك زعلت ومعجبكش الكلام!
أنا: لا يا عم وهزعل ليه...بس أنا مستغرب السلبية اللي وصلنا لها!
صديق4: مش مسألة سلبية بس ملهاش لازمة نشغل بالنا ومفييش حاجة هتحصل
صديق2: أنا بقى هقولك رأي بجد على اللي بيحصل ده...العيب مش في الحكومة...العيب في الناس...الناس هم اللي يستاهللوا اللي بيجرالهم ده...شوف اللي بيحصل حواليك وانت تلاقي 100 سبب وسبب يخليك تقول ...أحسن تستاهللوا
أنا: يعني تقصد من أعمالكم سُلط عليكم...
صديق2: أيوه بالظبط كده...اللي بيحصل ده من عمايل الناس السودة ربنا سلط عليهم اللي يخلي حياتهم ضنك...
صديق3: مش للدرجة دي...والناس في ايديها ايه ومعملتوش...الناس مش وراها غير لقمة العيش وبس
صديق2: مش قصدي يعملو ايه...قصدي هم اللي يتغيروا من جواهم الأول قبل ميدوروا على التغيير براهم...

إلى هنا اكتفيت من هذه النقاش الساخن، ليس لضيقي أو تأففي من الرذاذ المتطاير، بل لأن بداية الحل جاءت في الجملة الأخيرة بشكل مباشر وبدون أي مواربة...نعم لن يكون هناك تغيير قبل أن نتغير نحن من داخلنا...وكما يقول الله سبحانه وتعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم"...

كل واحد فينا لو نظر في مرآته سيجد أنه بالفعل يحتاج لإحداث تغيير ما في داخله، ربما يكون التغيير في علاقته مع ربه...أوعلاقته مع من حوله ويعيشون معه من أب وأم لزوجة وأبناء وأقارب وأصدقاء...
نعم جميعنا نحتاج لتغيير..
نحتاج لتغيير مفهومنا لما نقوم به من عمل وكيف نقوم به...كل في مكانه...فلاح كنت أو طبيب أو مهندس...وزير كنت أو غفير...شيخ وإمام أو قسيس...كلنا نحتاج تغيير...

نحتاج لتغيير نظرتنا الناقدة الفاحصة لبعضنا البعض والتي فقد تتصيد الأخطاء لفضحها لا لتقويمها بالنصح الهادئ والإرشاد...
نحتاج لصحوة ضمير في كل تعاملاتنا مع بعضنا البعض ومع الأشياء من حولنا...
نحتاج لترك السلبية وقول "أنا مالي"...
نحتاج لتذكر المشاعر الإنسانية الجميلة فيما بيننا والتي غابت وتاهت في الزحام...
نحتاج أن نفهم أن الوطن ليس لحن أو مجرد أغنية نسمعها بعد مباريات كرة القدم، بل هو أسمى وأكبر من ذلك بكثير...
نحتاج أن نعود لحب بلدنا كما كان من سبقونا حقاً يحبونها...فعملوا وتعبوا من أجلها...

نحتاج لتغيير أشياء كثيرة في داخلنا وفيما بيننا قبل أن نطمح للتغيير من خارجنا...
فالبداية ليست بالضجيج والمظاهرات والزعيق بينما نحن من الداخل مهلهلون...أخواني بداية حل المشكلة أن نعترف فعلاً بوجودها لا أن نتظاهر أنها ليست موجودة...

من هنا أدعو لحملة...حملة قومية نسميها "نعم...نحتاج لتغيير" ولا يحضرني الآن كيف ستكون أو من أين نبدأ...لكن تفاعلكم معها هو الأساس لنقطة الانطلاق، الباب مفتوح لكل الاقتراحات والأفكار البناءة، مع التأكيد أن هذه الحملة ليست حملة سياسية أو نهدف من وراءها لتغيير ما على الساحة السياسية، بل هي حملة لنا نحن كي نتغير ونصحح مسارنا...

في انتظار تواصلكم ودعمكم...

تعليقات

‏قال bastokka طهقانة
هي دي كانت انتخابات؟
دي سلطة من غير خيار و لا طماطم ولا ملح و لا لمون
سلطة ماسخة
ربنا ينتقم منهم المزورين
في رايي التغيير الوحيد لن ياتي الا بانقلاب.. العالم دي ماينفعش معاهم الذوق
‏قال شوارعي
نورتي المدونة وشرفتيها بتعليقك وحسيت بجد بحالة طهقان من الوضع العام...عموما بضم صوتي لصوتك من أجل التخلص من السلطة الماسخة وبقول وراكي آمين ربنا ينتقم من المزورين