سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

يُحكى أن... انتخابات كوت ديفوار...

بيقولك ايه بقى...؟!


في بلد أفريقي إسمه ساحل العاج أو الكوت ديفوار، الجماعة دول كان عندهم انتخابات رئاسية من كام يوم، المهم المفاجأة اللي حصلت في الانتخابات دي إن الرئيس المنتهية ولايته واسمه لوران جباجو خسر أمام منافسه اللي إسمه الحسن وتارا، وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات فوز وتارا بنسبة 54.1% من الأصوات مقابل 45.9 % لجباجو!!! تخيلوا واحد تاني غير الرئيس هو اللي فاز في الانتخابات الرئاسية مش انتخابات المجلس المحلي ولا الشعبي...



هو صحيح ما تلى ذلك هو رفض جباجو التخلي عن منصبه وإصراره على كونه الرئيس الجديد للبلاد وتعيينه لرئيس وزراء لتشكيل الوزارة الجديدة في الوقت الذي فعل فيه وتارا المدعوم دولياً المثل وقام باختيار رئيس وزراء آخر لتشكيل الوزارة الجديدة! وهكذا أصبح للبلاد رئيسان في نفس الوقت وكذلك مجلسان للوزراء، ولازالت هذه الأزمة مستمرة حتى وقت كتابة هذه السطور...

وما يعنيننا هنا ليس موقف جباجو الطفولي الذي يرفض ترك لعبته وكرسيه لغيره ليجلس شوية بعناد ورخامة، ولكن المهم نتيجة هذه الانتخابات التي تعكس نزاهتها وسلامة إجراءتها وإلا فكيف نجح وتارا؟! وأنا هنا ألوم مسيو جباجو- مسيو لأن الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد- على الخيبة التي جعلته لا يقوم بتدريب رجالته على كيفية إجراء الانتخابات بالشكل الذي يضمن نجاحه، كان بإمكانه على سبيل المثال إرسال أعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات لأخذ دورة خارجية مكثفة لدى أحد الدول الصديقة  في الاجراءات السليمة التي تحافظ لآل جباجو على الرئاسة لأبد الآبدين!
لكن نقول إيه بقى، اللي حصل حصل والراجل دفع نتيجة فتح صدره وأهو مزنوق حالياً في خانة اليك وخاصة بعد دخول الرئيس الأمريكي أوباما على الخط ومطالبته له بالإقرار بهزيمته أمام وتارا وذلك إرساءاً للديمقراطية ونزولاً على رغبة الشعب الكوت ديفواري الحر الذي قال كلمته وأعلنها مدوية برغبته في وتارا...

طبعاً هذا الكلام فين؟ في الدول الصديقة الكوت ديفوار، وهي للعلم ليست بعيدة بل مجرد خطوتين في منطقة غرب أفريقيا ويمكن لمن شاء الذهاب هناك إن لم يكن يعجبه الحال هنا أو هناك...

وطبعاً نحن في مصرنا وكما قال الدكتور نظيف شهدنا أفضل انتخابات مصرية، وربما هذا طبعاَ طبقاً لمعايير مختلفة عن تلك المعايير الكوت ديفوارية، كما أن، والكلام لازال للدكتور نظيف، نجاح 9 وزراء دلالة على شعبية الحكومة! أه والله قال كده... شعبية الحكومة وحب الناس لها...!!!

على أي حال الباب مفتوح على مصراعيه يا جماعة واللي مش عجبه الحال الباب يفوت حمير وبغال وبقر ومعيز وكل حاجة...فمفيش داعي تاكلوا في نفسكم وكفاية حقد وحسد  بقى لخلق الله، وافتكروا إن في ناس عندهم رئيسين اتنين مش واحد فاحمدوا ربنا وبوسوا إيديكو وش وقفا...

تعليقات