سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

25 يناير لهيب غضبة شعب...

نعم إنه اللهيب...
إنه غضب السنين العجاف التي عاشاها شعب مصر
شعب مصر الذي توهم الكثيرون أن سكوته وصبره على مرارة الأيام أبدي
شعب مصر الذي ظن الكثيرون أنهم قد ملكوه واستعبدوه وعثوا في الأرض مفسدين
شعب مصر الذي تجرأ على سرق ثرواته ومقدراته إناسُ ذوي نفوس خربة
إناسٌ اعتقدوا أنهم صاروا ملوكاً على الأرض يأمروا فيطاعوا، يسرقوا ولا يحاسبوا، ينهبوا الثروات ويكتنزونها ولا من سائل ولا رقيب
ولكن...
والله ثم والله
إقسم بالذي رفع السماء وجعل النجوم قناديلها أنني لم أفقد إيماني يوماً بشعب مصر، لم يضيع مني الأمل أنه سيهب يوماً وينفض عنه غبار الذل والهوان والاستبداد...


اتقي شر الحليم إذا غضب...ولا يوجد من هو كان أكثر حلماً من شعب مصر...صبر ثلاثون عاماً كاملة...سكت عن حقوقه ثلاثون عاماً كاملة...رأى بعينه ثروات تنهب، وأعراض تنتهك، ونفوسٌ تُزهق وظل رغم كل ذلك كاظماً لغيظه مطيلاً لحلمه!

ثم ماذا؟!
لوث الفساد الهواء الذي نتنفسه جميعاً، وصل لحده الأقصى الذي لا ينفع معه لا صبر ولا حلم...وكانت الثورة...وكانت الغضبة
غضبة حليم...غضبة شعب انتفض كبركان ثائر بعد سنين من الثبات العميق
غضبة امتد لهيبها ليحرق كل من تجرأ أن يمد يده على حقوق هذا الشعب...
غضبة اشتعلت وولازالت مستعرة وتلفح بلهيبها وجوه لطالماً تعالت وتجبرت ونصبت أنفسها آلهة بين العباد!

ولتكتمل ملحة الشعب البطولية، كان لزاماً أن يسقط ضحاياً، كان لابد أن يكون هناك شهداء ليأججوا بدمائهم الزكية لهيب هذه الغضبة العظيمة لهذا الشعب الطيب الصبور...

وما أعظم أن تأتي الغضبة من المستقبل، من شباب مصر الذي خيب ظن المفسدين والطامعين الذين خدعهم مظهره وانشغاله بعيداً ولو لبعض الوقت عن أرضه، ولكن ما أن أتاه النداء حتى لبى منتفضاً جسوراً لا يخشى ولا يهاب بل هو من كان يُخشى وترتعد فرائص الجبناء وهم يفرون من أمامه...

مرحى مرحى شباب مصر
مرحى مرحي برجال المستقبل
مرحى مرحى بالأبطال
مرحى بمن عاد بالبسمة لوجه مصر
مرحى لمن أعاد لهواء مصر النقاء العليل

مصر تغيرت
مصر لن تعود أبداً كما كانت
مصر أشرقت شمسها من جديداً
ليرى العالم على سطوع نورها كيف تعود الحقوق وكيف تؤخذ المظالم

مصر اليوم تقيأت من جوفها جرثومة الظلم والقهر
مصر اليوم صار لها رجال ساهرون على حقوقها
يرون ويرقبون ويدرسون
فإن كان من إعوجاج آخر فهم له بالمرصاد

مصر اليوم عادت فتاة بهية الطلعة، فائقة الحسن يتودد لها الخطاب من كل حدب وصوب و ويقدمون لها كل غالِ ونفيس

وفي النهاية...
المستقبل لنا شعب مصر بإذن الله...

وكما يقولون
ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
وإن شاء الله أسود ومهبب على كل ظالم وفاسد وخائن

تعليقات