سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

مصر...من أول السطر

ما أحلى الحرية
ما أجمل أن نشتنشق الهواء فنشعر مع برودته المنعشة بمتعة إحساس عصفور يطير لأول مرة...

حقيقى مصر الآن تغيرت
وبإذن الله يستمر التغيير للأفضل

لأول مرة يرى المصريون منذ زمن الورد الأحمر البلدي فعلاً أحمر يانع...
لأول مرة نرى ألوان السماء بزرقتها الصافية وسحابها القطني...
لأول مرة ترى البسمة والضحكة من القلب على وجوه المصريين الطيبين الغلابة


ولأول مرة نشعر نحن المصريين بالزهو والفخر حقاً كوننا مصريين
نعم كنا نشعر قبلها بالفخر لكنه كان فخراً ممتزجاً بمسحة حزن
لازلت أتذكر ذلك المواطن العربي الذي قابلني يوماً وقال لي "أنا أعشق شيء أسمه مصر...لكن ليه يا مصريين حالكوا بقى كده"
وقتها شعرت بهذا الإحساس ... الفخر الحزين!
واليوم وأنا أسمع التهاني من أصدقائي العرب وأرى رسائل التهنئة على شريط الأخبار في القنوات المختلفة
ترتفع هامتي شموخاً وفخراً بأنني مصري
أمشي في الشارع بكل فخر وأنا أشعر أن من حولي من غير المصريين يرموقنني بإعجاب، يتهامسون بينهم ...هذا مصري
نعم أنا مصري
ولنا جميعاً أن نفخر بمصريتنا
لنا جميعاً أن نزهو بأننا كنا هناك حين بدأ التاريخ كتابة فصلاً جديداً لمصر وللعالم من بعدها
وكما قال الداعية عمرو خالد أن جيناً جديداً امتزج بالتركيبة المصرية، إنه جين العزة، ولكم كان صادقاً في هذا الوصف. نعم أصبحت العزة تجري في دم المصريين مثل فيضان النيل لتملأ جنباتهم وتبدو واضحة جلية على وجوههم.

ولازلت عاجزاً عن الوصف الحق لمشاعري...
لازال قلمي يقف مشدوهاً مما حدث، غير مصدق أنه حدث، واسمحوا لي أن أتمسح في أن أكون من جيل الثورة...أن أتلمس شرف تغيير وجه مصر...

والمتمسحون بجناب الثورة هم كُثُر، ويحق للكثيرين أن يتمسحوا ويفتخروا بها، لكن بين هؤلاء المتمسحون أقوامٌ ما أخيبهم وما أرخصهم...
أقوامٌ غابوا عن الركب حين العثرة ويسعون الآن لزج وجوههم داخل الصورة بعد الفرج.

على أي حال التاريخ موجود وسجل المواقف والكلمات والتي لم تزل تُذكر بأصحابها...
الأهم الآن أن القلم عاد ليكتب من جديد
عاد كما قلت من قبل أول السطر
وليس أول السطر فقط
بل أوله وعلى صفحة ناصعة البياض
صفحة يكتب فيها القلم من جديد تاريخ مشرق لمصر
يُكتب بمِدادٍ من دم الشهداء الذي سقطوا وهم يناضلون من أجلي واجلك ومن أجل مصر

ومع الصفحة الجديدة لابد أن يكون هناك صفحات وصفحات تُفتح لمحاسبة من أفسدوا وخربوا ودمروا وسفكوا الدماء
صفحات لمحاسبة من سلب ونهب وهتك أعراض هذا الشعب
صفحات لا غنى عنها في بداية التاريخ الجديد
حتى تُشفى صدور الملايين من المصريين وكذلك تظل عبرة لكل من يفكر في التعدي على حقوق هذا الشعب...

أجمل ما في هذه الصورة أننا استعدنا تلك الروح التي كادت أن تغيب بفعل المؤمرات والدسائس
روح كوننا مسلمين ومسيحين نسيجٌ في وطن واحد
ولكم أظهرت هذه الثورة السلمية الرائعة نماذج مشرقة لهذا النسيج درأت به مزاعم المتأمرين على هذا البلد العظيم...

وأجمل ما في هذه الثورة
انها أعادت إلينا مصرنا
أعادت إلينا الوطن الذي كدنا أن نفقده ونشعر وكأنه وطن إناسٌ آخرين
لكن اليوم عادت مصر لنا نحن وليست لهم
و "هم" هذه تعود على من لست في حاجة لذكرهم هنا حتى لا أدنس هذه الكلمات بأسماءهم!
وأيضاً الأجمل أن أصحاب هذه الـ "هم" ليسوا معنا غداً في مصرنا الجديدة بإذن الله تعالى...
وأخيراً
مبروك علينا مصر


وللحديث بقية


تعليقات