سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

يا مصريين...آن الآوان

كان سؤالي وقتها يعطيني وسام العبط والهبل عن جدارة، وكل من كنت أوجه له هذا السؤال كان ينظر لي نفس النظرة الساخرة، والسؤال كان ببساطة "هتروح الانتخابات؟!!!"...
وطبعاً كان لدى هؤلاء السبب الوجيه لاعتباري عبيط ... "انتخابات إيه يا أستاذ...إحنا بتوع الكلام ده...اللي عاوزاه الحكومة هو اللي هينجح!"


وبصراحة أنا نفسي كنت متفق معهم جميعاً حتى أنني لم أذهب يوماً للانتخابات في أي سنة من السنين، وذلك لأنني كنت إضافة للسبب السابق أشعر بملل وزهق من هذه المسرحية السخيفة المسماة ظلماً وبهتاناً انتخابات ولم أشأ أن أشترك فيها.
لكن الآن أعتقد أن الوضع اختلف، أو بمعنى أدق في طريقه للاختلاف، المناخ العام كله تغير، ولم يعد هناك داعٍ أو سبب للصيام عن المشاركة في ممارسة حقوق تنازلنا عنها منذ زمن...

كان المصريين بمختلف طوائفهم لا يشغلون بالهم كثيراً بأمور السياسة والمشاركة في أي نشاط حزبي من قريب أو من بعيد، إما للخوف وعدم الرغبة في أن يكون لهم ملف في أمن الدولة أو لعدم اكتراثهم من الأصل بذلك، أضف إلى ذلك أن الأحزاب التي كانت على الساحة لم يكن لديها ما يشجع أو يحفز الشباب بالأخص للانضمام إليها، بل كانت أحزاب مسالمة جداً ومهاودة على الآخر ارتضت بأن تكون ضمن برواز الديموقراطية المزعومة في مصر...

لكن الآن لم يعد هناك حجة لا للأحزاب أو للشباب ومن ورائهم باقي المصريين، فالأحزاب آن لها أن تكون أكثر فاعلية وجرأة وكذلك ابتكارية في طرحها لبرامج وحلول ورؤى، التي بدورها ستكون محل دراسة ومفاضلة بين الشباب، الذين أخصهم بالذكر لأن الثورة قامت على يديهم وهم كذلك ثروة هذا البلد، ومعشر المصريين لاختيار أي هذه الأحزاب أقدر وأكفاً ويستحق فعلاً أن ينضموا لصفوف مؤيديه.

يعني من الآخر "عيشوا سياسة"، الآن يمكنكم ترك مقاعد المشاهدين التي طالما تحدثت عنها هنا والتقدم لأول مرة للعب دور من أدوار البطولة، والبداية هي الاستفتاء على التعديلات الدستورية والمحدد لها يوم 19 مارس القادم، التصويت سيكون بالرقم القومي يعني لا بطاقة انتخابية ولا غيره، والمشاركة واجبة على الجميع، لا تجلسوا في بيوتكم وتدعون غيركم يختار ويقرر لكم مستقبلكم ومستقبل أولادكم.

أما بماذا ستصوتون فهذا أمر متروك لكم علماً أن العديد من الأقلام المشهود لها بالنزاهة والوطنية  كتبت في هذا الموضوع وأبدت تحفظاً واعتراضاً في بعض الأحيان على هذه التعديلات وطريقة صياغتها حتى أنني صرت على قناعة باختيار كلمة "لا" في الاستفتاء، لكن هذه ليست دعوة لحذوي في ذلك بل هي دعوة للمشاركة، المشاركة الفاهمة الواعية والمبنية على القراءة والبحث قبل اتخاذ القرار...



تعليقات