سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

صمام أمان الثورة...

في رأيي هي ليست معركة ضد شخص مبارك...
فما نطالب به من ضرورة محاكمة الرجل ليست بسبب أي مواقف منه هو كشخص، ولكن من الظلم والفساد والاستبداد.
نطالب بمحاكمة الظلم في شخص رئيس حكم بلده لمدة 30 عاماً شهد شعبه فيها كل مظاهر الطغيان والبغي ونهب الثروات، ولم يكن أمام هذا الشعب البائس سوى الصبر والتضرع إلى الله أن يرفع عنه هذه الغمة، وأخيراً وبعد انقضاء الأجل الذي أراده الله، قام الشعب ثائراً جسوراً ليهدم قلاع الطغاة والمفسدين، ويثبت لكل حاكم ظالم ومسئول فاسد أنه ولابد من يوم سيأتي ليُحاسب على ما اقترفت يداه من الإثم.


وبقدر ما كان الإصرار على نجاح هذه الثورة، هو أيضاً الإصرار على ضرورة محاسبة كل من تورط في نهب مقدرات وأقوات هذا الشعب بلا استثناء، فليس هناك أحد فوق القانون، هكذا يجب أن يكون الحال من الآن فصاعداً، ولا يوجد من هو أغلى أو أكبر من مصر وشعبها. وأقول لمن كان يتغنون ويتشدقون بكلمات "إنه الرمز" "إنه الأب" "إنه إنه إنه..." ...أقول لهم لا وألف لا! مصر هي الرمز..مصر هي الأب والأم، مصر هي الباقية وسيذهب الجميع وتبقى...

الرئيس المخلوع  لم يكن يوماً أبي أو أبيك أو أب أي مصري، بل المفترض أنه كان موظف يقوم على قضاء حاجات المصريين ومصالحهم في الداخل والخارج، وأي موظف لابد وأن يحاسب على تقصيره، فما بالكم لو كان هذا التقصير وصل لحد نهب أموال الشعب وقتل أبناءه!

لسنا أبداً  شعباً ناكراً للجميل، ونعم نحن شعب طيب يحب السلام، ولكننا لسنا شعب طيب لدرجة السذاجة والضرب على القفا، فهناك فارق بين أن تكون كريماً طيباً وأن تكون ساذجاً...

ونريدها محاكمة عادلة، لا يجرمننا شنآنهم على أن لا نعدل، بل نبتغي العدل فيما كان وصار لا أزيد ولا أنقص.
هذه المحاكمة التي ستبقى في مخيلة كل من يأتي من بعده ويفكر يوماً أن يكون مبارك جديد...
وأقول أن تلك المحاكمة هي صمام أمان للثورة تضع به علامة الشمع الأحمر على مرحلة مضت وانقضت من تاريخ مصر بإذن الله بلا رجعة...

وعاشت مصر



تعليقات