سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

دقيقة سكوت لله...

أسوأ ما في الحماسة الزائدة والاندفاع المستمر هو أنه يمكن بسهولة تحويل بوصلته إلى إتجاه آخر!
وهذا ما بالظبط ما نراه يحدث هذه الأيام، حدث في قنا ثم المنيا وقبلهما أطفيح...ويحدث أيضاً فيما نراه أحياناً من تحول بعض المطالب الفئوية العادلة هنا وهناك إلى أمور وتطورات غير مبررة...

الحالة صارت أشبه بمزيج من الأصوات المرتفعة التي يصعب معها تمييز ما نقوله لبعضنا البعض، فلا هذا يسمع ذاك ولا ذاك ينصت لهذا!


والمصيبة أن مع كل هذه الضوضاء يندس من يسعى لتأجيج الفتن واشعال الساحات حتى لا تهناً البلد ببعض الوقت لالتقاط الأنفاس والانشغال الدائم بمثل هذه المشاكل...
ويخطأ من يظن أن الخطر على الثورة قد زال باقتلاع بعض رؤوس الفساد، بل لازال الخطر قائماً من خلال تلك الذيول الكثيرة التي تخطط وتدبر لإحداث الفوضى، إما طبقاً لخطوات محددة أو مجرد سعي شخصي للانتقام، فالمناخ الذي استطاعات فيه هذه الذيول أن تنمو وتكبر، كان مناخ فاسد تماماً مثل مقالب القمامة الذي يوفرمرتعاً مجانياً لكل الفيروسات الضارة والميكروبات وأنواع البكتيريا، وأن نأتي اليوم لنرفع هذه القمامة ونعمل على تنظيف مصر، يعني بالضرورة وبالتبعية زوال هذا المرتع الخصب للفساد والمفسدين، لذا يسعى هؤلاء مفسدين في الأرض خوفاً على ما حقوقه من مكاسب وثروات من مال الشعب ثم حزناً وكمداً على انقضاء هذا العهد...

كل هذا يستدعي أن نفهم ونقر بأن هناك بالفعل ثورة مضادة، تسعى للنيل من ثورتنا بأي شكل ولن يتوانى من وراءها عن استخدام أي أسلوب لتحقيق بعض مآربهم، ولعل اليأس من تحقق ما يطمعون إليه يشكل خطر كذلك كونهم سيبدأوا في التصرف بتخبط وعنف أكثر...

إذن ما العمل؟
لا نقول أن كل ما قامت من أجله الثورة من مطالب قد تحقق، نعلم هذا يقيناً ولكن لا يمكن بين ليلة وضحاها أن نغير كل شيء، فالتغيير وإن كان بطيئاً إلا أنه يحدث ومستمر، وهو تغيير يجب أن يصاحبه تغييراً داخلنا نحن أيضاً، تغير نحو الأفضل في السلوكيات والتعاملات وممارسة الحقوق، فلا نتصرف كالطفل الذي فرح بغياب من كان يحبسه فانطلق لهواً ولعباً فكسر ما حوله...
أقصد أن أقول أننا كشعب لم نعتاد ممارسة الحرية في ظل النظام السابق، واليوم صارت حريتنا بأيدينا، فلابد أن ندرك حدود هذه الحرية وأنها كما انها حق أصيل فهي كذلك مسئولية وأمانة، فلا نجري ونتبع كل صوت ناعق يميناً او يساراً بل نُعمل عقولنا أولاً قبل أي خطوة نخطوها...

وأخيراً نقول أننا نحتاج لأخواننا المصريين الشرفاء من قوات الشرطة ...نحتاج منهم أن يعودوا كما كانوا دوماً وأبدا درعاً يحمي أمن شعب مصر وترابها ويقفون بالمرصاد لكل من يتسبب في عدم استقرار الأمن والنظام...
فأعانكم الله على آداء هذا الدور المشرف والمسئولية الجسيمة ولكم منا كل الحب والتقدير والاحترام.


تعليقات

كذالك في تونس نحتاج لأخواننا الشرفاء من قوات الشرطة ...نحتاج منهم أن يعودوا كما كانوا دوماً وأبدا درعاً يحمي أمن البلادوترابها ويقفون بالمرصاد لكل من يتسبب في عدم استقرار الأمن والنظام...
فأعانكم الله على آداء هذا الدور المشرف والمسئولية الجسيمة ولكم منا كل الحب والتقدير والاحترام.
رؤوف
‏قال شوارعي
حفظ الله بلادنا جميعاً من كل شر أخي رؤوف...