سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

احذروا الذبابيون...!

دعونا ندخل مباشرة في صلب الموضوع الذي يستفزني بشدة...
نعلم جميعاً ما هو الذباب...نعلم أين يكون، أين يحط وكذلك ما الذي ينقله، وأكيد ليس هذا بالأمر الجديد علينا أو حتى يسبب الاستفزاز الذي تحدثت عنه، فالذباب ذباب وليس بيديه أن يكون مثلاً فراشة جميلة أو نحلة عسل أمورة...ذباب والسلام!

لكن يوجد نوع آخر من الذباب، نوع لا يشترك مع الذباب العادي في أي من مظاهره الشكلية، ولا حتى يمكنه الطيران! أتدرون أي نوع من الذباب هذا؟ إنهم الذبابيون...!


ربما تكون قد سمعت هذا المصطلح عزيزي القارئ ذات يوم، وأصله جاء على لسان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عندما قال "بعض الناس مثل الذباب لا يقع إلا على الجروح" وصدق والله رحمة الله عليه في هذا الوصف الذي لم أجد أشد منه بلاغة لوصف أمثال من لا يأتون إلينا إلا بخبث الأخبار ونتن الأفكار!

تجد هؤلاء "الذبابيون" ينتشرون في كل مكان، على المقاهي وأماكن العمل والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، فتراهم لا يأتون لك بخير أبداً، بل يعملون على نشر الأخبار والإفكار المحبطة والهدامة، يدورون ويبحثون عن أي عنوان أو موضوع سودوي ويسارعون بنشره ونقله بين الناس، وحتى ما يكون مبهج ومبشر من الأخبار يجتهدون في التشكيك فيه أو تكذيبه.
ثم أنهم يتصيدون أخبار من يريدون التشهير بهم ويخوضون في  أعراضهم، بل وربما يفبركون الأكاذيب والقصص المضللة ولا يوجد أي قيود أو حدود تقف أمامهم في سبيل هذه الغاية الدنئية. 

وسبحان الله تماماً مثلما ينتشر الذباب العادي في مقالب القمامة وفوق ما يترمم من الجثث، انتشر الذبابيون من البشر الآن على ما تبقى من عفن النظام القديم، ولازالوا يطنون بأخبار التشكيك في الثورة وأنصارها ونتائجها إلى جانب التخويف مما هو آت مع ولاءهم المستمر لما اعتادوا أن يحطوا عليه من أقذار...

وبما أن الذباب بطبعه مزعج ورخم إلى جانب عفانته المعروفة فالتعامل مع هؤلاء إما أن يكون "بالمنشة" أو البخاخات الفتاكة ذات المفعول المستمر لإسكاتهم نهائياً مع الحذر كل الحذر من أماكن تجمعهم تجنباً للأمراض والأوبئة...

وقانا الله وإياكم شر كل داء وبلاء.

تعليقات

‏قال سحابهـ
بحق هم ذباب ، وقانا الله و إياكم من شرهم ، ثورة مصر بالنسبة لي ثورة مختلفة عن جميع الثورات العربية ..
فاول ثورة يقوم فيها الشعب باللإصلاح في الشوراع بعد الثورة ..

شعب مصر يستحق الإحترام ، فاليعلمونا الآداب المصرية .
‏قال شوارعي
أشكرك كثيراً على كلامك الطيب عن شعب مصر وآمل أن يكون الآتي يحمل الخير كل الخير للشعوب العربية...

أما الذبابيون فكما قلت الحل معهم إما ضربة شبشب أو مبيد حشري...