سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

إنهم يشوهون ثورتنا...

صفحة بيضاء
كنا جميعاً نقف على أعتابها يوم 25 يناير
وكنا جميعاً كلنا شوق وحماس وأمل في أن نكتب من جديد تاريخاً مضيئاً لمصر
يومها...
غابت ملامحنا
وامتزجت أرواحنا
فلم يعد يُرى منا إلا وجه جديد لمصر
كيان واحد يقف شامخاً ليطأ على ما مضى من ذل ومعاناة



لكن
اليوم صارت هناك بعض طرطشات من أقلامنا على سطح الورقة
كلٌ يريد أن يكتب كلمة
كلٌ يريد أن يضع توقيعه
اليوم
وكأننا تذكرنا شخوصنا المختلفة
فهذا أبيض وهذا أسود
وذاك مسلم وذاك مسيحي
وهؤلاء سلفيون وتلكم ليبراليون
وهكذا
تبدد ذلك الكيان الأوحد
ولأكون منصفاً لا عيب في أن نكون كلنا منا هو أو هي لكن دون أن ننسى ما تحركنا جميعاً من أجله...مصر
وما حدث ويحدث في الفترة الأخيرة لا يخدم إلا أعدا الثورة الذين لا يدخرون جهداً لتشويها والنيل منها ومن رموزها، فتارة باللعب على ملف الفتنة الطائفية، وتارة بمحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب ثم بتسليط الضوء على السلبيات وتضخيمها لجعل الناس تضيق وينفذ صبرها وتقول فين أيامك يا مبارك...الله لا يعودها أيام!

وأعداء الثورة يعملون في أكثر من محور لضربها، ويتواجدون في ساحات متعددة وهدفهم واحد ويعملون ليل نهار بدون كلل لتحقيقه. وأتذكر أنني الأسبوع الماضي تحاورت مع أحد الأشخاص الذي لازال يدين بالولاء لمبارك ونظامه ولا يترك فرصة لذم الثورة وتقبيحها دون أن يقدم أي بدائل أو أفكار للتعامل مع المرحلة القادمة وكيف الخروج بآمان منها، أتدرون كيف كان رده حين أصررت على أن أسمع جواب لسؤالي عن هذه النقاط...قال لي وبالفم المليان...مبارك يرجع!!!
أه والله...قال لي هذا ولا أدري هل قالها مجرد كلام يرد به علي سؤالي أم أنه إيمان فعلاً راسخ لديه ويتمنى تحقيقه. وبإذن الله لن يتحقق له ذلك بفضل شباب مصرالواعي وقواتها المسلحة التي حمت هذه الثورة ووضعت كلمة النهاية لنظام مبارك.
لكن كلمته هذه جعلتني أفكر وأتساءل هل بالفعل هناك من يظن أن مبارك أو حتى نظامه سيعود ويعملون من أجل هذه العودة؟!
لعل ما يحدث حولنا ونراه بأعيننا يجيب تساؤلي هذا!

أخواني لازال الطريق طويلاً ولا وقت للانشقاقات والخلافات ورفع الرايات المختلفة، راية واحدة فقط يجب أن تظل في يد كل منا...
راية تحمل إسم مصر...


تعليقات