سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

يا مصريين عيشوا بلدكم...

والله أشعر بالشفقة على المواطن العادي في الشارع...!
فكل يوم يسمع أصوات تعلو هنا وهناك، هذا ينادي بدولة مدنية وآخر يزعق بدولة ليبرالية ثم يرد آخر بدولة دينية وتتطاير مصطلحات وعبارات ونظريات يقف أمامها المواطن الغلبان، ولا أزعم أنني أكثر فهماً منه، وهو حائر مشوش لا يعرف أين تكون خطوته القادمة!


وليس هذا انتقاصاً من قيمة هذا المواطن الكادح ليل نهار، ولكن المشكلة أن غالبية الشعب المصري عاشت طوال الـ 30 عام الماضية أو أكثر مغيبة بفعل فاعل أو بكامل إرادتها عن المشاركة في الحياة السياسية، حتى هؤلاء الذي ظهروا على خشبة المسرح لم يقدموا للناس أفكار أو برامج أو مبادرات تجمع الناس من حولهم.

وهكذا ارتضينا بأن نكون منساقين لفترة طويلة من الزمن لا نشغل بالنا بأكثر من لقمة العيش وأحياناً كانت حكومة العهد البائد تزيد جرعة الإلهاء بشوية ماتشات سخنة أو أفلام مليانة عري ومسخرة، ويلا خلي الشعب يهيص ويفك عن نفسه.

ولعل هذه من أكبر جرائم ذلك النظام، أنه خلق مناخ لا يربي بطل أو زعيم أو مفكر يلهم الناس ويمشون وراء لواءه، وطبعاً كل هذا كان لغاية محددة ألا وهي تجهيز الساحة لاستقبال الابن المظفر ليكون خليفة والده على تكية بر مصر المحروسة.

ثم...
جاءت الثورة لتقلب معها كل الموازين والحسابات، جاءت كالسيل الجارف لتأخذ في طريقها رواسب ومخلفات نظام سرق ونهب وقتل ومارس في حق شعبه كافة أنواع الجرائم.
جاءت الثورة ليفيق المصريون على صبح جديد ليس فيه مبارك ونظامه، ومع هذا الصبح ونور الشمس الساطع بدأنا نرى ونسمع ما غاب عنا لسنوات، وتجلت وانكشفت أسرار وفضائح عن جرائم هذا النظام...
وهنا وبعد أن قدم الشعب المصري أروع ملحمة في تاريخه المعاصر، فجأة ارتفعت ألوية مختلفة، وتنادى كل إمام ليجمع حوله مريديه، واستبق الجميع ليلحق بنصيبه من في المغانم!

ولكن...
دعونا نتعظ ونتعلم من درس الأمس، فما حدث سابقاً لم يكن ليكون إلا بابتعادنا عن ممارسة حقوقنا الحياتية بكافة أشكالها، سياسياً واجتماعياً وثقافياً إلى كافة مناحي الحياة بشكل عام.
لن يحك جلودنا نحن المصريون إلا أظفارنا، ولا يصح أبداً أن نجلس في بيوتنا وندع غيرنا يقرر لنا مصيرنا ومستقبل أبناءنا...

أقول أن اليوم ليس مثل الأمس، ولم يعد هناك من يمكنه أن يغير أو يزور إرداتنا...
اليوم كل يوم يخرج إلى النور حزب جديد له افكار وسياسات وبرامج يفترض به أن يقدمها للشعب، فهل عرفنا في أي جانب سنكون، هل فكرت أنت وهو وهي وأنا معكم كيف سنختار من يمثلنا أو يتكلم باسمنا...

ثم لماذا لا تكون أنت وهو وهي وربما أنا من يقوم بهذا الدور...
أخواني أريد أن اقول أنه يجب علينا أن نفهم ونعي ما يحدث حولنا، يجب أن نتعلم كيف نمارس حقوقنا، أن نقرأ وندرس ونقارن ونحلل، كلنا نقدر أن ندفع مصر قدماً للأمام على مستوى الفرد والجماعة...
نعم هذه الحياة جديدة علينا، ونحن لازلنا في بداية خطواتنا لممارسة الحرية، ولكن علينا أن نتعلم كيف نمارسها وكيف نسمع الآخرون ونصغي لهم دون حجر على رأي أو فكر طالما لا يخالف عقيدة أو أخلاق...


هذه دعوة للنزول إلى الشارع والمشاركة في هذا الحراك الدائر
دعوة للقراءة والاطلاع والفهم والتعلم وممارسة حقوقنا
بهذا فقط سندرك كيف نختار ونقرر

يا مصريين
عيشوا بلدكم...حسوا بيها...وخافوا عليها
والله محد هيبني مصر غيرنا

تعليقات

‏قال Emtiaz Zourob
مصر بتمر بلحظات صعبة كثير كثير .. محتاجة من أبنائها التعاون والتكافل علشان يكونوا ايد واحدة في مواجهة المجهول والاعداء المتربصين بها ..

قلوبنا معكم .. قلوبنا على مصر الحبيبة .. هي أملنا .. وهي كبيرتنا .. ربنا يحفظها يارب وتفضل هي ام الدنيا ..
‏قال شوارعي
الله عليكي وعلى كلامك ربنا إن شاء الله يحفظ مصر وكل بلاد العرب والإسلام ويرجع لنا فلسطين حرة آبية بإذن الله

أشكرك على كلامك الجميل