سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

هو إحنا إنضحك علينا؟!!!

بصراحة التدوينة دي بجد تقيلة على قلبي جداً!
ولم أكن أود أبداً أن أكتبها، ربما لأن شيء داخلي يرفض مجرد طرح الفكرة أو قبول فرضيتها النظرية، لكن للأسف واقع الأمور والأحداث من حولنا لم يترك لي مجال لعدم الحديث في هذا القلق الذي صار يكتاح الكثير من المصريين الذي ثاروا ضد الظلم والفساد، ويتلخص هذا القلق في سؤال بسيط..."هو إحنا إنضحك علينا؟"!!!


نعم سؤال يؤرقني ليل نهار وأنا أراقب ما يحدث على الساحة، باختصار كل الأحداث التي تلت الثورة وحجم ما ظهر من فضائح وجرائم تفوق أي وصف جعلتنا نقول أنه في غضون أسابيع قليلة سنرى كل هؤلاء المجرمين خلف القضبان أو ربما على المشانق.
لكن وللعجب مجمل ما يحدث مجرد إجراءات بطيئة ومملة تبدو وكأنها مسكنات لا تسمن ولا تغني من جوع، فالمريض أمامنا سئم المسكنات والمهدئات والعرض واضح جلي...ورم نخر واستشرى في الجسد المصري لسنين ولابد من استكمال استئصاله بشكل نهائي وحاسم!
وطبعاً هذا ما لم يحدث، كل هذا في ظل ثورة مضادة مستمرة لا تفتر ولا تترك مجال إلا ووضعت فتيل أزمة فيه، من فتن طائفية لأحداث وقيعة لبلطجة لأزمة سولار وغيره...

لم نكن أبداً في حاجة لمسكنات، كنا ننتظر إجراءت ومحاكمات عاجلة ضد مبارك ورجال نظامه، لا تكاسل وتحرك لا ينافس حتى سرعة سلحفاة كسيحة. وفي النهاية التقم أعداء الثورة هذه الفرصة أيضاً واستغلوا مشاعر أهالي شهداء الثورة التي لاتزال حارة على أبناءهم وراح يأججون تلك المشاعر حتى بلغ بهم الأمر ما شاهدناه أمس بعد أن اندسوا بينهم وساقوا الأحداث تجاه ما جرى من عنف وصدام!
وهانحن وكأننا نعود خطوات وخطوات للوراء وعاد الناس ينظرون ثانية لملاذهم الأول والأخير في ميدان التحرير...

المجلس العسكري ومن وراءه الحكومة سارعوا للتحذير من نار الفتنة و ممن يخططون لسرقة مكاسب الثورة، كلنا نعلم أن هؤلاء موجودين وندرك ذلك جيداً لكن الآن وحتى تنطفأ تلك الشرارات لابد من اتخاذ تحركات فاعلة تجاه من يقبعون خلف وخارج القضبان، تحركات نقفل بها الطريق على أزلام النظام البائد الذين رأوا في تلك الساحة مرتعاً لأحداث الوقيعة وإشعال النار...

لا أريد أن أسرد أحداث أو وقائع أو أدلة على أي تباطل أو تخاذل، فلازلت أتمسك بفرض حسن النية رغم كل شيء، لعلني بذلك اكون أفلاطونياً الهوى ولكني أتمسك بثقة ألتمسها فيمن حمى تلك الثورة حين كادت أن تضيع.

نعم لن تفلح المسكنات هذه المرة، يجب حسم هذا الأمر بدون تأجيل وبشكل يطفأ ما في الصدور...

تعليقات