سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وقال ساويرس...ده أنا كنت بهزر!

لا شك أن بناء كيان اقتصادي بحجم المملكة الساويرسية يتطلب الكثير من الجهد والحسابات الدقيقة والتفكير المتأني قبل اتخاذ أي قرار أو خطوة، فكل شيء لابد وأن يكون مدروس بعناية من كل جانب بما فيها تبعيات وعواقب تلك الخطوة...

إذن فنحن المفترض أننا أمام رجل يعي تماماً ما يفعل، ويدرك أن كل كلمة وفعل لها بالضرورة رد فعل مقابل، يعلم متى يقول القول وأين ولمن وأسباب قوله...

كل هذه الأفكار والفرضيات التي لها دلائل على أرض الواقع وجدتها تتعارض بشدة مع تصرف الرجل الغريب الذي أقل ما يوصف به بأنه "غير مسئول أو واع"، إذ كيف يأتي هذا من ذاك؟!


كيف بمن يرفع لواء الحكمة والحضارة والحرية واحترام الآخر يأتي بهذا الفعل؟!
إن قلنا أنه فعله من منطلق حرية التعبير والفكر فهذه مصيبة ولابد أنه في حاجة لدروس في فهم الحرية وأين تنتهي حدودها...
وإن قلنا تصرف غير محسوب أو عفوي فهنا أيضاً إشكالية، كونه يسعى لتقديم نفسه كرجل سياسي وأحد حكماء ما بعد الثورة...
أو أنه أراد بتصرفه استفزاز التيارات الإسلامية أو السلفية لتأخذ مواقف متعنتة ضد الأقباط فيأتي البعض ويقول "إنظروا كيف يتصرف الإسلاميين مع أقباط مصر"
أما إن قلنا أنه جاء بهذا التصرف عن عمد وقصد، فهذه هي الطامة الأكبر، حيث يكون بذلك يسعى لإحداث فتنة وصراعات لاداعي لها ولسنا أبداً في حاجة إليها، ليس هذا فحسب بل يتعدى الأمر ذلك إلى حد التساؤل فيما يُراد به من وراء إحداث هذه البلبلة!
ثم هل لذلك علاقة بالطلب الذي تقدم به أقباط المهجر للكونجرس الأمريكي مؤخراً لفرض الحماية على مصر بدعوى حماية الأقباط من الاضطهاد والتمييز المزعومين في مصر؟!.. لا أدري!

وأياً كانت أسباب هذا التصرف فهو من كل النواحي تصرف جاء ليزيد من توتر العلاقة بين مسلمي ومسيحي مصر و التي يسعى البعض لاستثمارها لأغراض خبيثة.

ثم قال...ده أنا كنت بهزر!
حسناً مستر ساويرس، هزارك مرفوض شكلاً وموضوعاً وسنكون عقلانين وأكثر رزانة ونفترض حسن النية رغم كل شيء ولكن لابد وان تعلم أن الدين ليس محل هزار أو مزح من قريب أو من بعيد...

وبإذن الله ستبقى مصر جسداً واحداً صلباً رغم كيد الكائدين

تعليقات