سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وقفة مع بيان اللواء محسن الفنجري

لا يختلف اثنان أن لدى القوات المسلحة المصرية ورجالها الرصيد الوافر لدى عموم الشعب المصري بأكمله، والذي توجته بدورها المشرف والمجيد في حسم كفة ثورة 25 يناير، وهو قطعاً سيبقى لها وساماً نفتخر نحن قبلها به...

ونعلم تمام العلم حجم الدور الجسيم الذي تمارسوه هذه المؤسسة العسكرية العظيمة في سبيل إكتمال الثورة وتحقيق مطالبها المشروعة...
ولا ينسى المصريون تحية شهداء الثورة والتي جاءت من اللواء محسن الفنجري لتثلج صدورنا جميعاً فنال الراجل بها احترام وتقدير وحب شباب وشيبان مصر...
ولكن...


جاء البيان الأخير ليحدث نوعاً من الارتباك والغضب لدى الثوار، حيث جاء بنغمة وأسلوب وصياغة لم نعتادها جميعاً في مخاطبة المجلس العسكري لنا!
هذه المرة شعرنا جميعاً بلهجة أقرب ما تكون إلى التهديد والشدة التي ربما تكون مبالغاً فيها، ومن نفس الرجل الذي احتل تلك المكانة المذكورة!
ولا أدري من أين أبدأ؟!

بداية في رأيي الشخصي أن اختيار اللواء محسن الفنجري لإلقاء البيان كان قرار جانبه الصواب، حيث كان من الممكن أن يلقيه شخص آخر بنفس بنفس الأسلوب والطريقة ويحدث الآثر المرجو، ويبقى اللواء الفنجري بما له من رصيد في قلوب المصريين كرمانة الميزان ويظهر حين تلوح بوادر ردود الفعل على البيان فيهدأ ويشرح ويبرر وكان وقتها سيكون لكلامه وقع قوي ومريح للجميع.

لكن ماحدث كان عكس ذلك، ولعل المجلس أردا أن يقول أننا وإن تعاملنا باللين فلدينا كذلك الشدة عندما تقتضي الحاجة لذلك. ولأكون منصفاً فلقد اقتضت الحاجة فعلاً للشدة...
اقتضت الحاجة بعض الشدة  لكبح زمام الحماس الزائد والانفعال الجامح الذي قد يؤذي الثورة ومكتسباتها بل ومصر ذاتها!

لكن ألا تقتضي الحاجة لشدة أكبرواكثر حسماً؟!

ألا تقتضي الحاجة هذه الشدة والتهديد في مواجهة كل من يمارس البلطجة على الشعب ويحرض عليها وكذلك في سرعة محاكمة من تورط فيها من السادة أزلام النظام السابق فضلاً أن القصاص منهم في ما اقترفوا وأعوانهم من جرائم قبل وبعد الثورة؟!

ثم دعونا نتدبر قليلاً سبب الداء بدلاً من الذهاب لمعالجة العارض الظاهر؟!
هل نعطي المريض مسكناً وخافضاً للحرارة دون معرفة المسببات؟!
فالعارض الواضح الذي لا شك فيه هو غضب الناس في الشارع واندفاعهم وربما التهور في بعض الأحيان...
لكن ما السبب وراء كل هذا؟!
ببساطة غياب العدالة أو بمعنى أكثر دقة تأخر تطبيق العدالة...
هكذا بكل بساطة ويمكنك أن تضع تحت هذا العنوان العريض ما تريد من تفريعات وشروح وأدلة...
كان يستطيع بيان اللواء الفنجري أن يلوح بالشدة مع التأكيد أن مطالب الثوار ستتحقق وأن ما يساورهم من مخاوف وشكوك تجاه تطبيق العدالة مع الجميع ليست في محلها لأننا سنفعل كذا وكذا وكذا...
كلام واضح ومباشر بدون مواربة... لا تقلقوا سنحاكم كل من أساء لمصر وشعبها ولن نستثني أحد ولن نتباطئ...فينتهي الأمر وقد يذهب الناس إلى بيوتهم وقد إطمأنوا على ثورتهم...
إلا أن اغفال البيان هذه الكلمات الواضحة المباشرة وتجاهلها جاء ليزيد الناس قلقاً وغضباً...

أنا بالتأكيد لست مع الشطوح في المطالب أو التعبير عن الرأي وما تردد من كلام "عبيط" عن قناة السويس وقبله إغلاق مجمع التحرير، فهذه تصرفات غير مدروسة ومتهورة ومرفوضة تماماً. ولكن لا تغفلوا أن علم النفس الحديث أفرد وأسهب في دراسة سلوك الفرد داخل الحشود وكيف يمكن أن يصبح سهل الانقياد سريع الاندفاع. مثل أن يأتي أحدهم ويقول "يلا نقفل المجمع" فيُغلق المجمع!
ليس هذا انتقاصاً من أحد ولكن طبيعة النفس البشرية ورزانتها في أوقات الهدوء والسكينة تختلف عنها في حالة الحشد والتوحد مع الجموع، وكل هذا في ظل حالة خاصة من الشعور بالظلم وعدم وجود من يرد لها حقوقها فتذهب لرد تلك الحقوق بكل الطرق والسبل...

العدل يا سادة!
العدل ثم العدل ثم العدل
العدل الناجز الحاسم السريع
كلمة السر لاستعادة الهدوء ودوران عجلة الانتاج

ثم أقول

يا شباب الثورة...
نحن قمنا بالثورة لتطهير مصرنا وليس أبداً لتخريها أو تسبيب أي ضرر لها فإياكم ومثيري الفتن والناعقين بيننا بالعنف والوقيعة!

تعليقات

‏قال محمد اسامه /صح الكلام…
ما اراه الان ان شباب الثورة يضيفون اليها مزيدا من الاعداء.
ملحوظة:
مقالتك جميلة جدا وعبرت عن رايى تماما.
شكرا ليك يا عمووووووره
‏قال شوارعي
شباب الثورة تعبير فضفاض لا يصف الواقع كما هو ولكن هناك من يسعى لاستقطاب الناس في اتجاه معين قد يضر مصالح الثورة ومصر من وراءها...

أشكرك على الكلمات الجميلة
‏قال محمد اسامه/ مقال اعجبنى…
دفاعًا عن اللواء الفنجرى .. بقلم: عماد الغزالي
لم أشعر للحظة واحدة أن نبرة التهديد التى تضمنها خطاب اللواء محسن الفنجرى تخصّنى، ولا أن سبابته التى رفعها عدة مرات مصوّبة إلى وجهى.

لم تخفنى قسمات وجهه الصلب وعباراته القوية الموجزة، لكنها ــ مثل كثيرين ــ طمأنتنى.

طوال الأسبوع الماضى كان خطاب اللواء الفنجرى تعقيبا على أحداث جمعة الغضب الثانية، مادة لكتابات وتحليلات فى الصحف والفضائيات، فضلا عن تعليقات على فيس بوك وتويتر، كثير منها بذىء ومنحط، وهو جزء من حصاد حقبة مبارك الكارثية، التى شهدت أسوأ عملية تجريف أخلاقى فى تاريخ المصريين.

بعض الفذلكات تحدثت عن البون الشاسع بين المزاج المدنى الذى يهوى الجدل والنقاش، ويميل إلى الفهم والاقتناع قبل الشروع فى التنفيذ، والمزاج العسكرى القائم على الأمر والطاعة.

وقد كان مؤسفا أن المزاج العسكرى هو الذى بادر إلى الاستماع لكافة الأطياف والتحاور مع كل التيارات، والتقى شباب الثورة وشيوخ الأحزاب ورموز القوى الوطنية ومرشحى الرئاسة، وأجرى أول استفتاء حر عرفناه منذ الاستقلال.

أما المزاج المدنى فقد انقلب فورا على نتائج الاستفتاء، وأغرقنا فى جدل سقيم حول الدستور أم الانتخابات أولا، وناقض نجومه الفضائيين ــ نسبة إلى الفضائيات ــ كل ما سبق لهم قوله عن حرية الإنسان فى الاختيار ومزايا الديمقراطية وضرورة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وانطلقوا فى حملات تخوين مريعة، وعمليات إقصاء مفزعة، دون تقدير للظرف الدقيق الذى تمر به البلاد.

ويدهشك أكثر، أن هؤلاء الملوحين بخطورة المزاج العسكرى، هم من يطالبون العسكر بالاستمرار فى الحكم لفترة أطول، وبمد المرحلة الانتقالية وتأجيل الانتخابات، فى الوقت الذى يصر فيه المجلس العسكرى على مدنية الدولة، وتسليم البلد للمدنيين فى أقرب وقت.

أعود لتصريحات اللواء الفنجرى لأقول إننى كنت أتصور أن يهب الثوار فى ميادين مصر لدعمها، لأنه لا علاقة للثورة والثوار بإغلاق مجمع التحرير واقتحام مجلس الوزراء وتعطيل البورصة وتهديد الملاحة فى قناة السويس.

لا علاقة للثورة والثوار بقطع الطرق والهجوم على أقسام الشرطة وتعذيب المواطنين فى ميدان التحرير، وربط أحدهم عاريا بالحبال فى جذع نخلة بوسط الميدان، بزعم أنه بلطجى.

لا علاقة للثورة بكتائب الشهداء التى أعلن عنها بعضهم على الفيس بوك، والتى تستهدف «الثأر من قتلة الثوار والتمثيل بجثثهم، وملاحقة المتهمين وذويهم وترويعهم ونشر مقاطع من عمليات التمثيل بالجثث على «اليوتيوب» كى يكونوا عبرة لغيرهم»، بحسب بيان كتائب الشهداء.

هذه ليست ثورة، وهؤلاء ليسوا ثوارا.

ثورتنا سلمية، هدفها القصاص من الطغاة والمستبدين والفاسدين لا التمثيل بجثثهم، وهى لن تحقق ذلك بنزعة انتقامية أو إجرامية، ولا بالالتفاف على القانون وتجاوزه إلى شريعة الغاب.

أضم صوتى إلى كل الثوار الشرفاء المطالبين بسرعة القصاص من قتلة الشهداء وعلانية المحاكمات وتخصيص دوائر لمحاكمتهم بالقانون، ومحاكمة رموز النظام السابق على جرمهم السياسى والأخلاقى، وليس فقط على سرقتهم فلوسنا.

واحذّر من الوقوع فى شراك فلول الوطنى وعملاء التمويلات الأجنبية والصهاينة، المندسين وسط الثوار، والذين سيواصلون محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب لإحداث فوضى شاملة، استغلالا
رائع جدا المدونة كلام جميل جدا شكرا لك وبارك الله فيك واتمنى لك التوفيق ...
‏قال شوارعي
الأستاذ محمد عبد التواب
أشكرك على مرورك الكريم وتعليقك الجميل وفي انتظار تعليقاتك وتشجيعك دائماً...
‏قال محمد اسامه/ حاكموا انفسكم قبل ان تحاكموا غيركم.…
المجلس العسكرى stop
ارفض ماقامت به حركة كفاية يوم السبت من التوجه لوزارة الدفاع للاعتراض على المجلس العسكرى فقد جانبهم الصواب فى ذللك واختاروا الوقت الخاطىء ولكن:
ارفض ما صدر عن المؤسسة الرسمية العسكرية من اتهامات لحركة 6 ابريل بالعمالة والخيانة وغيرها من التهم الجاهزة واطالب المجلس العسكرى باظهار مالديه من ادلة على ذلك وتقديمها للقضاء لمحاكمتهم . ولكن علية ايضا ان يقدم اعضاء المجلس العسكرى للمحاكمة فهم ايضا يتلقون المعونة العسكرية من امريكا منذ كامب ديفيد المشئومة وضباط الشرطة يتلقون تدريبات على نفقة الدولة فى دول اجنبية والاخوان يتم تمويلهم من الخارج كما كان يقول نظام مبارك والمصريون العاملون بالخارج ايضا يتلقون تمويلا من البلاد التى يعملون بها ووزارة الصحة والزراعة تتلقى تمويلا اوربيا وحكومة شرف تلقت دعما بالمليارات من السعودية والامارات. اذن:
فليحاكم الشعب المصرى كله بتهمة العماله والتمويل الخارجى.
ههههههههههههههههههههههههههههههه
‏قال شوارعي
رأيه وجيه ويستحق النشر والدراسة :)