سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

إمال مين اللي هينضرب؟!

تعليق يناسب تماماً الحال الذي تعيشه مصر بعد الثورة...إمال مين هينضرب؟!
هذا التعليق الذهبي قاله الراحل توفيق الدقن في أحد الأفلام المصرية القديمة، عندما كثر الفتوات وأصبح الجميع يمشي وكأنه عنتر زمانه، وكأني بالدقن كان يتكلم عن مصر اليوم!

فما نعايشه اليوم في الشارع المصري يؤكد أن الفتونة والعافية وفتحة الصدر أصبحت هي الشعار الأول والسائد لدى الكثيرين، وكأنه بقدرة قادر صار الجميع فتوة العصر والآوان وقبضاي الزمان والمكان، طب لما هي الحالة كده...إمال مين هينضرب؟!


وللأسف هذا المنطق صار مستشري في أماكن كثيرة ولعل أكبر مظاهره في حالة النظام والانفلات الواضح في الشارع، نظرة واحدة على الشارع والمرور والخلطبيطة الحاصلة حتى تتيقن مما أقول.

وعلى الجانب الآخر لا ننكر أبداً على  أحد الحق في التظاهر السلمي الذي يطالب بحقوق لطالما انداست تحت أقدام النظام السابق، لكن أن يكون التظاهر على حساب الآخرين فهذا هو المرفوض، ولا يجب أن نعيش أبداً بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان، وهنا يحضرني موقف المعلمين المضربين عن العمل منذ بداية العام الدراسي، فرغم إيماني بشرعية مطالبهم وحقهم في التعبير ولكن ليس بهذا الشكل، ليس على حساب آلاف التلاميذ والطلاب الذين يخرجون للمدارس ثم يعودن دون شيء، وما يصاحب ذلك من معاناة الأهالي.

 كان من الممكن جداً أن يعلن المعلمون عن إضراب لمدة يوم واحد محدد سلفاً فتصل الرسالة المطلوبة وإن لزم الأمر يكرورا إضرابهم ليوم آخر في أسبوع آخر لكن أن يأتون بذلك على هذا النحو وبهذا الإصرار وبأسلوب فج "كن فيكون" فعفواً السادة المدرسون...اسمحوا لي أن أقولها لكم صراحة أنتم مخطئون وحتى إن كان لكم مطالب مشروعة فاتنم بما تفعلون تفقدون تعاطف الناس في الشارع معكم لأنهم لن يفكروا وقتها في أحقية مطالبكم ولكن سيفكرون فقط فيما يلاقون من جراء موقفهم هذا!

وهذا الكلام ينطبق على كل من يعمل في مكان حيوي وحساس ويعلم تمام العلم كم حجم الضرر والآذي الذي يترتب على إضرابه عن العمل ورغم كل ذلك يفكر فقط في مصلحته الشخصية وينسى من سواه.

وهكذا أيها الأخوة المواطنون الأفاضل في بر مصر المحروسة، اللي عنده طلب فليتسلح بسلاح الأنانية والعند ثم يقف أمام المرآة ويقول بكل فخر "أنا جدع أنا دينامو...
أنا...أناني"

تعليقات

‏قال Emtiaz Zourob
الفوضى تعم كل البلد ، وليس بالغريب ان تنال هذه الفوضى التعليم في مصر .. فالكل يبحث عن مصالحه الشخصية ضاربين بعرض الحائط المصلحة الوطنية ، اتمنى ان ينصلح الحال وتعود الأمور لطبيعتها ..

بدها شوية صبر وطولة بال .. والله المستعان ..

دمت بخير وطاب مساؤك.
‏قال شوارعي
هلا بك دوماً وجع البنفسج
نعم أوافقك الرأي فيجب تغليب المصلحة الوطنية وخاصة في ظل هذه الظروف الحرجة ولكن ماذا نقول والحال عكس ذلك تماماً...فعلاً الله المستعان
‏قال وظائف مصرية
مقال رائع ومدونة ممتاز وموضوع جميل شكرا لك ....
‏قال شوارعي
وظائف مصرية...يسعدني دوماً إطلالتك وتعليقك على ما أكتب من كلمات متواضعة

تحياتي
‏قال غير معرف…
ماشاء الله عليك يا كبير وعاوزك تشرفنى بزيارة مدونتى http://misralmostabal.blogspot.com/
‏قال شوارعي
أستاذ محمود أبو اليزيد
أشكرك على التشجيع وتشريفي مدونتي وأتطلع دائماً لتعليقاتك بإذن الله

تقبل تحياتي