سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وسوسات حرية عارية!

روى ابن ماجه قال: قال رسول الله : «لا يحقر أحدكم نفسه» قالوا: يا رسول الله، كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: «يرى أمر الله فيه مقال، ثم لا يقول فيه، فيقول الله، يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا وكذا وكذا، فيقول: خشية الناس، فيقول: فإياي كنت أحق أن تخشى»

وكأن كل سبل التعبير عن الحرية والحق في إبداء الرأي قد انتهت بهذه حتى لم يبقى إلا باب التعري والفسق حتى تصل إلى ذلك!


والله أنه لأمر يندى له الجبين!
ورغم ذلك...لعلي يمكن أن أجد تفسيراً وبالتأكيد ليس مبرراً لما فعلته هذه الفتاة...مثل أن تكون لديها خلل نفسي أو فكري أو عقائدي أو سعي وراء التقليد والشهرة الزائفة أو أو.. التفسيرات قد تكون متعددة ولكنها كلها بلاشك تصب في خانة الشذوذ الفكري والعقلي الذي يحتاج لعلاج وإعادة تأهيل.

لكن أن يأتي آخرون يهللون ويطبلون مشجعين ومؤيدين ومدافعين فهذا هو عين السخف والبله بل والتدني الخلقي. أن يأتي أحدهم لديه مدونة مشهورة وذائعة الصيت ومعروف بالفاظه الخارجة ويقول في صفحته على تويتر تعليقاً على هذا التصرف الشائن "هي خطوة مش في وقتها بس أحيي ....... على شجاعتها'' !!!


يا سلام!
والله شيء يفرح ويبشر بالخير...البيه كل مشكلته التوقيت، لكن بالتأكيد حضرتها شجاعة!
وآخر يقول "هنا لابد وأن أشكر ....... على أنها أثارت الموضوع مرة أخرى"
وثالث علق "لا رأي لي في تصرف ............. لكن في النهاية أنا أعترف بكامل حقها في خياراتها الفردية في التصرف في جسدها كما تشاء''


وهنا يلح عليه سؤال بسيط لهؤلاء البهوات الفاهمين الواعين المثقفين ...لو كانت هذه أمك أو أختك أو زوجتك...كيف كنت تصرفت؟ وهل كنت ستقول نفس الشيء؟!
ثم سؤال آخر...هل هذه الحرية التي تدعون إليها؟!
إن كانت تلك هي الحرية فقبحها الله من حرية واذهبوا بها جميعاً إلى الجحيم واتركونا في سجوننا نتنعم بنعمة الأخلاق والفضيلة.

هي... وبعضكم كذلك يا من تنادون بالحرية المشوهة... تهاجمون الحجاب والمحجبات حتى اللواتي اخترنه بمحض إرادتهن عن اقتناع وحب...أليس هذا ضد مبادئ الحرية المطلقة التي تدعون إليها؟!

هناك في مجاهل أفريقيا وبعض الجزر النائية في العالم قبائل تعيش في عصور ما قبل التاريخ، حفاة عراة الرجال والنساء والأطفال لا يعلمون شيء عن حضارة أو تقدم أو علوم وثقافات...
فلكل من يريد أن ينتكس ويبحث عن أن يكون حراً على طبيعته هناك متسع لك هناك مع هؤلاء...

فمصر بإذن الله أبداً لن تكون لمن يدعو لمثل هذه الحرية الخبيثة والتي هي بحق نكسة حضارية ورجوع للوراء ...إلى الجاهلية.

تعليقات