سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

مقارنات حتمية

لعل البعض قد ذهب به الظن أني طبيب بيطري أو ربما أكون فلاح مصري أصيل وهذا بالطبع شرف لي أو يكون لي أي سابق معرفة بعالم الأنعام والبهائم...وهذا كله غير صحيح


والسبب في هذا الظن ربما يكون راجع إلى التشبيهات والمقارنات التي صرت أستخدمها مؤخراً في بعض الكتابات وآخرها ما كتبته تحت عنوان "دلدل يلا راسك" أهجو من يسلم قياده وزمام أمره لمن يدفع أكثر ويبيع ضميره وذمته بثمن بخس وبئس البيعة وخسر البائع...

والحقيقة أنني أجد نفسي مرغماُ على عقد تلك المقارنات، فعندما كتبت سابقاً وقلت "احذروا الذبابيون" كنت مضطراً...حيث لم أجد ما أصف به هذه الفئة من البشر التي لا يحلو لها إلا انتقاء ما خبث وعفن من الأخبار وتأتي بيه إلينا تماماً مثل الذباب الذي ربما نعذره لأنها فطرته التي تذهب به لأماكن القاذورات ليقتات منها.

وهناك طائفة "الحربائيون" وكمان نعلم ما لدى الحرباء من قدرة عجيبة على التلون والتخفي بحيث لا يكاد من يراها يعرف ما لونها أو شكلها الحقيقي وليس لنا هنا إلا نقول سبحان الخالق المقتدر الذي وهبها تلك القدرة وأيضاً نعذرها فهذه فطرتها وخلقتها التي تعيش وتقتات وتتفادى الأعداء بها، وهنا تكون المقارنة أيضاً حتمية ونحن نرى من البشر من اتخذ الحرباء قدوة فراح يقلدها ويتلون مثلها حسب الموقف والظروف المحيطة، لكن هنا المحاولة فاشلة والآداء مزري وفاضح ذلك لأن سجلهم الزاخر بالتلون والنفاق لن يجدوا منه مهربا...

ولا أستطيع أيضاً أن أتغافل عن المقارنة التي فرضت نفسها علينا جميعاُ ونحن نرى من تأسف وتعذر وساح وناح على مصير المخلوع بالأمس يأتي اليوم ليغير الدفة إلى التأسف والتعذر وإعلان التأييد والموالاة للمجلس العسكري...وأنا هنا بالطبع لا أعمم كل من خرج يؤيد المجلس العسكري فبينهم بالتأكيد من خرج عن قناعة واعتقاداً منه أن هذا هو السبيل لتحقيق الاستقرار والأمن لمصر وهذا رأيه وحقه، لكن ما يعنيني هم هؤلاء...هذه الوجوه التي عرفها الجميع وعرف ماضيها... وأنا والله لو كنت مكان المجلس العسكري لترفعت عن مثل هذا التأييد من أمثالهم!

فمن مصطفي محمود إلى العباسية جاءوا ولعلنا نرى قريباً بعض مشاهير مقاطع الفيديو المضحكة والمثيرة للسخرية للآداء الركيك لمن ظهر فيها من ممثلين فاشلين، يحاولوا بها اليوم آداء مشاهد آخر بنفس الجمل واللمحات الإبداعية...

وهؤلاء ليس لديهم أي خجل من التلون كيفنا يشاؤوا ولا يعنيهم كيف ينظر الناس إليهم فالأمر بالنسبة لهم أصبح مثل الداء الذي ليس له دواء...

ولا أظنني أبالغ حين أقول وقد حدث من ذلك ما تؤيده الوقائع...أن غداً بعد أن يتم الله لهذه الثورة نجاحها وتمامها بخير إن شاء الله سنرى جميعاُ من يخرج علينا ويحمل لواء...أسفين يا ثوار!


تعليقات