سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

وارتدت مصر السواد

وارتدت مصر السواد
وتوشح الرجال قبل النساء باللون الأسود...
بكت الأمهات الثكلى دماً
انطفأ نور الحياة من أعين  78 شاباً مصرياً أو يزيد...!

والسؤال الذي ظل يصرخ في أذناي منذ هذه الفاجعة هو لماذا؟
لماذا كل هذه الدماء؟
لماذا؟
كم من الدم يجب أن يراق قبل حتى تهدأ هذه العصابة الموجودة في طرة وغيره من السجون؟
كم من الدم يجب أن يسيل حتى يُشِبع أذناب هذا النظام البائد البغيض شهوة الانتقام والحقد التي في قلوبهم؟


أبداً مصر لن تركع...
وأبداً لن يخنع شعبها ثانية مهما كانت التضحيات
الجيمع يعلم أن المذبحة التي حدثت بالأمس في بور سعيد ليست بعيدة عن أحداث ماسبيرو ولا محمد محمود ولا موقعة الجمل، فالرائحة النتنة للطرف الثالث الذي مللنا السماع عنه هي القاسم المشترك... فهو المستفيد الوحيد مما يحدث في مصر من انفلات أمنى ودماء تسال وغير ذلك من جرائم خطف ونهب وسرقة وبلطجة وترويع للمواطنين.
كل هذا ظناً منهم أنهم بذلك قد يحصلوا على بعض المكاسب... أو يكسبوا بعض الوقت، أو لعلهم يشطح بهم الأمل والخيالات بعيداً فيظنوا أن لهم من الخروج من سبيل لكن هيهات هيهات...عشم إبليس في الجنة!

ولن يطول الأمد بكل من تلطخت يده بالدماء بعيداً عن العدالة، فوالذي نفسي بيده لن تستطيعون الفرار من دعاء المظلومين والمكلومين في أبناءهم...دعاء يقول عنه رب العزة سبحانه وتعالى في الحديث الشريف "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"...إذن قضي الأمر الذي فيه تستفيان...قضاء الله العادل وقصاصه آت إليكم لا محالة ولو بعد حين.

وأخيراً ثلاثة كلمات...
أولاهما لفخر مصر....أخواني وأخواتي من الشباب الثائر الشريف المناضل...المحب لوطنه...غلبوا الحكمة والتعقل في كل تصرفاتكم...التظاهر السلمي حق لنا جميعاً...ولكن لا داعي أبداً لأعطاء الفرصة للمخربين أن يندسوا في الصفوف فيخربوا ويعتدوا ويشوهوا الصورة السلمية لثورتنا...رأينا ما يحدث في كل اعتصام أو تظاهر أمام وزارة الداخلية أو مجلس الوزراء أو غيرها من الأماكن الحيوية في البلد...النتيجة كانت سقوط شهداء وجرحى ومع كل هذا تشويه لصورة الثوار واعطاء فرصة للإعلام المضلل أن يعمل عمله في عقول الناس ويقول "انظروا هؤلاء هم الثوار!!!"
نعتز بثورتنا وبسلميتها...فأسألكم بالله ان تحافظوا عليها

وثاني هذه الكلمات للشرفاء من ضباط جهاز الشرطة في مصر...من يحملون في قلوبهم حب هذا الوطن...ويدافعون عنه ويحافظون على أمنه واستفراره...هذه الأرض أرضكم...وهؤلاء أخوانكم...ونحن جميعاً نسيج واحد...ولعلكم من موقعكم تعلمون أكثر مواطن الخلل والداء وكذلك الدواء...التطهير المنشود لهذا الجهاز العظيم يجب أن يكون بكم ومنكم أنتم...تطهير بفضح هذه العناصر المخربة على  الملأ ومحاسبتها على جرائمها...تطهير سلمي كامل تعود به الشرطة لدورها المشرف ومكانتها الحقيقية في عيون وقلوب المصريين...

وأخيراً
يا نواب مصر...يا من أعطيناكم أصواتنا وثقتنا وحملناكم الأمانة...الله الله في مصر...الله الله فينا...الله الله دم الشهداء...
لازلنا ننتظر منكم الكثير ولم نرى منكم إلا القليل...لا نريد منكم خطباً عصماء ومواقف باهتة...نريد قرارت فعلية...نريد أن نرى منكم خطوات تصحيح للمسار...نريد أن تكون الكلمة بأيديكم فتقولونها مدوية عالية... لا تلتفتوا إلا لضمائركم...ولا تسمعوا إلا لصوت الشعب...ولا تخشون في الحق لومة لائم أو حاكم...فمصر الجديدة لن تبنى ويعم فيها الأمن بغير تحقيق العدل والقصاص وتطبيق القانون على الجميع...

حفظ الله مصر وشعبها ورحمة الله على الشهداء





تعليقات