سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

علاء الأسواني وشطحات ..."إبداعية"!!!

للوهلة الأولى خُيل لي وأنا أقرأ مقال الأسواني عن البابا شنودة والذي نشر على صفحات جريدة المصري اليوم تحت عنوان "من يستقبل الباب شنودة" ...خيل لي أنني أقرأ هذا المقال الفذ بالشقلوب...فرحت كالمسكين التائه أقلب المقال في كل اتجاه...ذات اليمين وذات الشمال وبزاوية حادة وآخرى منفرجة...لعلني أفهم ... لكن للأسف لم أفقه شيئاً...
ثم وبعد قراءة وقراءة وقراءة ثم مطالعة بعض تعليقات منفتحي الذهن وواسعي الأفق على البحري خرجت من كل هذا بنتيجة مؤداها أنني والحمد لله من مزنوقي الأفق أو معشر الجهال والبسطاء الذين لا يعرفون لللإبداع طريقاً ولا للثقافة سبيلا...


أه والله...
هكذا كان يصف بعض انصار الدكتور علاء الأسواني من يبدي اعتراضه على المقال وما جاء فيه...وراحوا يصبون التهم على كل من انتقده ونعتوه بالجاهل والسطحي والغوغائي المتعفن وخلافه...
وقصة المقال الفلتة أن الدكتور الأسواني أراد بمناسبة وفاة البابا أن ينتقد الحال والمقال هنا وهناك بعض الثورة ويعمل اسقاطات على نواقص المجلس العسكري ونواقص بعض التيارات وبالأخص الإسلامية بالطبع...
ولنكون منصفين فهذا من حقه...فله أن يعبر عن رأيه بحرية وأريحية.
لكن المشكلة أن الأسواني لم يجد لإيصال رسالته من سبيل غير رسم صورة خيالية عن حال البابا شنودة بعد رحيله...بل ومن يستقبله...وطبعاً يستقبله فين...على أبواب الجنة...فاختار لجنة استقبال مكونة من الملاك الحارس للجنة والشيخ الشهيد عماد عفت وطالب كلية الطب الشهيد علاء عبد الهادي إضافة إلى - وبحسب قول الأسواني -  "الشهيد" مينا دانيال و "الشهيد" مايكل مسعد...!

يعني لجنة شهداء وملاك حارس وكلهم منتظرين البابا شنودة فين...في الجنة!
ثم راح الأسواني يستعرض لنا الحديث الذيث دار بينهم...وفيه دافع الأسواني عن موقف البابا من الثورة وتأييده لمبارك الأب والإبن...ثم عرج على علاقة الإخوان بالمجلس العسكري والدستور القادم...

وطبعاً كما قولنا...الحوار كله فين...في الجنة!

والحق أنني لا أجد كلمات أعبر بها عن دهشتي مما كتبه الأسواني!
فكما قلت من حقه أن ينتقد ويعبر ويقول...ولكن هل انسدت جميع طاقات ومنافذ الإبداع ولم يبقى إلا مسألة من لب العقيدة لتكون مسرحاً لمشهد روائي قصير تحت مسمى حرية الإبداع وانفتاح الأفق!
هل صار الاستخفاف والإعراض عن صميم العقيدة مسموح طالماً رفعت عليه راية الإبداع والحرية...
لا وألف لا...
وليقل علي من يقول ما يريد...
فما كتبه الأسواني هو شطحة شاذة ومرفوضة وغير مقبولة تحت أي مسمى من المسميات...

ولا أريد أن أدخل أكثر من ذلك في أمور دينية يُفترض أنها معلومة سلفاً للأسواني...
ولا أعتقد أن الرغبة في المواساة ومشاطرة الأحزان والعزاء تصل بنا إلى هذا الحد...
ولم تنتهي بنا الدروب حتى نبدع على حساب العقيدة والدين

وسؤال أخير للدكتور علاء الأسواني مع احترامي ...هل سبق لك وأن سمعت أن البابا شنودة أو أي مسيحي آخر على وجه الأرض قال بأن المسلمون الذين لا يؤمنون بألوهية المسيح الثالوث المقدس سيدخلون الجنة سواء كان ذلك في محاضرة أو في صورة من صور الإبداع الأدبي أو خلافه؟! بل وما هو موقف كل طائفة مسيحية من الطوائف  المسيحية الأخرى ودخولها الجنة؟!
دعني أجيبك أنا عن هذين السؤالين...لم ولن يحدث أن يقول بذلك أي مسيحيي...فعلى الرغم من قولهم بالمحبة والتسامح مع الآخرين لكن عندما يأتي الأمر للعقيدة والثوابت فلا مجال للنقاش ولا محل للإبداع...

دكتور علاء...اسمح لي أن أقولها لك...
أخفقت وشططت...فالأولى المراجعة والتدبر والتجهز فغداً جميعاً أمام الله نُسأل...

تعليقات

الراجل دا مبحبوش ابدا ... شكرا على المقالة