سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

ألا تعساً لنا إن فعلنا...

لم يعد خافياً على أحد أن هناك مخطط لخطف الثورة من المصريين...
والحقيقة أن القائمون على هذا المخطط كانوا يعملون عليه من أول يوم لسقوط نظام مبارك...رسموا الخطة وحسبوا الخطوات وراقبوا ردود الأفعال وتحركوا وفقاً لها...
كل هذا بغرض الانقضاض على الثورة واختطافها
وكل هذا ومعشر الثوار شيع كل حزب بما لديهم فرحون
وهكذا وصلنا للمشهد قبل الأخير...


المشهد الذي انتظره المصريون طويلاً
مشهد انتخابات رئاسية حقيقية تأتي لهم برئيس وفق إرادتهم...يعيد لهم ما سُلب منهم لسنوات مضت...
لكن إذا بهذا المشهد ملبد بالغيوم... والفلول
ليجد المصريون وجوه ظنوا أنها ذهبت بلا رجعة...وجدوها تطل من جديد وتبتسم ابتسامة صفراء
آتون إليكم من جديد...
آتون وعاقدون العزم على معاقبتكم جميعاً...
وبكل برود وتحدي تسعى هذه الوجوه للاستيلاء على حلم المصريين الأكبر...
حلم الرئيس الحق!

هذا المشهد لم يأتي من فراغ
بل سبقه كما قلنا تجهيزات واعدادات كانت تجري على قدم وساق
فمن فتن طائفية لأزمات مفتعلة مثل نقص السولار وانتشار البلطجة وانعدام الأمن وبث الفوضى إلى بطىء المحاكمات والمماطلة بشأن قانون العزل السياسي والسماح بضياع ثروات وأموال مصر المنهوبة...ثم تخبط إدارة البلاد والمواقف السياسية المنبطحة!

كل هذا بغرض واحد...جعل المصريين يكرهون الثورة وأيامها ويحلمون بالاستقرار المزعوم أياً كان من يأتي به...

ولم يفت على من خطط لهذا النظام أن يضرب ويشوه كل رموز الثورة بكافة الطرق القذرة كي ينفض الناس من حولهم.
وبالطبع كان هناك بعض المفاجأت لهم...مثل ظهور أسماء جديدة لم تكن متوقعة...مثل الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمفكر الإسلامي محمد سليم العوا وكلهم بالطبع محسوبون على التيارات الإسلامية...
فكان القرار بتنحية هؤلاء جانباً قدر الإمكان...
أبو اسماعيل أمه أمريكية...والعوا أبوه سوري...وأبو الفتوح يحمل جنسية قطرية... ثم تنحية أيمن نور ورفض ترشحه للرئاسة...وخيرت الشاطر مرشح الإخوان الأخير ترشحه غير قانوني وهكذا...
والشيء الملاحظ هنا أن المشاكل والعراقيل نالت فقط الأسماء التي يفترض أنها تؤيد التيار الثوري ومطالب الشارع، أما عدا هؤلاء من المرشحين الفلولين فهم أنظف من الصيني بعد غسيله... متقدرش تقول معاهم بم!

ثم تصبح الساحة خالية لمن يريدوا من المرشحين...واختار يا شعب... وزقطط يا شعب بالديموقراطية!
والسؤال الذي زهقت ومليت منه...
هل سيسمح المصريون بضياع الحلم بعد أن كاد يصبح حقيقة؟
هل سنترك هؤلاء يسرقون المستقبل من بين أيدينا؟
هل سنرضى بالذل والمهانة ثاينة؟
ألا تعساً لنا إن فعلنا...

تعليقات