سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

أحمد الجيزاوي... حنجورية الطرح وتداعيات الأزمة!

صورة للجيزاوي مع المضبوطات كما نشرتها الصحف
بداية لابد أن نتفق على مبدأ بسيط لكنه في ذات الوقت أساسي ومحوري...
من أخطأ يعاقب!
هكذا بكل بساطة ودون مواربة أو تجميل...
والعقاب أمر مرتبط قطعاً بنوع الخطأ وحجمه ومكان وقوعه، وهذا أمر بديهي نعلمه يقيناً ونمارسه ونراه في حياتنا اليومية سواء على مستوى الأشخاص أو المجتمعات.


قضية القبض على المحامي المصري الشاب أحمد الجيزاوي شابها ولازال الكثير من الغموض وعلامات الاستفهام، وأغلب الطرح الذي رأيناه في إعلامنا طرح عالي الصوت مليء بالحنجورية والتسخين الغير مبرر والغير مفهوم أيضاً، فمن يذهب بالقول أن كرامة المصري مهانة في السعودية، ومن يزعق أنه لا يجب السكوت، بل وصل الأمر أن سمعنا من المرشح الرئاسي حمدين صباحي تصريح يقول فيه أنه لو كان رئيساً لأرسل وزير الخارجية ليأتي بالجيزاوي وإلا فيعود ومعه السفير المصري.

وبالطيع كان لباقي المرشحين نصيب من التصريحات التي في معظمها أتت لكسب الشارع والاتجاه الثوري الشبابي الهائج عمال على بطال...

أعتقد أنه من الأولى أن ننتظر ونراقب ونتابع سير التحقيقات ونرى أين وكيف ستنتهي بدلاً من الزعيق على الفاضي والظهور بمظهر غوغائي. الجيزاوي لم يحكم عليه بعد وما قيل عن وجود حكم غيابي ضده غير صحيح لأن هذا غير موجود في نظام المحاكم السعودي. قد يكون لدى البعض الحق في إثارة الشكوك حول الاتهام الموجه إليه لكن رغم ذلك لابد أن نتروى قبل أن نصدر التصريحات النارية المتوالية هذه...

العلاقة بين مصر والسعودية علاقة قديمة الأزل، علاقة دم ودين ولا يفترض أن تهتز أمام أي مشكلة، ولا يخفى على أحد أن التقارب بين مصر والسعودية بما تمثله كل منهما من ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة لا يصب في مصلحة من يتربصون للأمة الإسلامية.
وها نحن الآن أمام موقف لم تشهده العلاقات المصرية السعودية منذ عقود بعد قيام السعودية باستدعاء سفيرها من القاهرة وغلق سفارتها وقنصليتها بها!

كل هذا جراء تصرفات غير مسؤولة وغير محسوبة من أطراف عدة، نعم من حق الجميع أن يعترض ويحتج ولكن دون تجاوزات وتطاولات مثل التي شهدناها وسمعنا بها فهذا هو قمة الشطط والتعصب. والآن تتوالى نتائج التحقيقات في الظهور والتي تؤكد اعتراف الجيزاوي اعترافاَ مصوراً بالفيديو وهذا الأمر إن صح سيكون درساً قاسياً لأصحاب الألسنة السليطة والمواقف العنترية المزعومة حتى لا يتسرعوا في المرات القادمة. وهنا نؤكد على حق الجيزاوي في محاكمة عادلة ونزيهة في كل حال.

أخواني في مصر...
قد لا يعلم الكثيرون أنني واحد من المليوني مصري تقريباً العاملون هنا في السعودية، وشهادة اقولها أمام الله أنني طوال 8 سنوات مضت لم أرى فيها ما يقال عن امتهان وسوء معاملة لنا نحن المصريين كما تصور بعض وسائل الإعلام، على العكس أغلب المصريين يعيشون هنا في خير وأمان وكرامة محفوظة، ولدينا أصدقاء سعوديون كثيرون، قد تكون هناك بعض الحالات الشاذة والناتجة عن سلوكيات فردية لبعض الأشخاص أو الشركات لكن هذا لا يجعلنا نعمم الحكم ونشوه الواقع. 

أقول لازالت الحنجورية والصوت العالي منهج لحل الأزمات لدى البعض مع عدم إعطاء العقل والتدبر بعض الوقت حتى تتضح الرؤية ثم نختار إما نجعر ونزعق ونرفض ونشجب أو نرى الحق في غير صفنا فنحفظ صورتنا واحترام الآخرين لنا...

وأثناء كتابة هذه السطور تجري اتصالات على مستوى رفيع المستوى بين البلدين لرأب الصدع ومنع تفاقم الأزمة التي ندعو الله أن تمر بخير إن شاء الله.

تعليقات