سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

معركة الفلول الأخيرة

هي إذن معركة الحسم الأخيرة...
فهاهم الفلول قد حشدوا واحتشدوا وأعدوا العدة للانقضاض على الثورة
هاهي الأقنعة تتساقط واحد تلو الآخر
هاهي الملايين تُسخر
والإعلام الفاسد يصرخ
والفئران تخرج من جحورها
والغاية والهدف واحد
إسقاط الثورة
وعودة الماضي البغيض ومن ثم الانتقام
ويضيع الحلم


والمؤسف والمخزي هذه المرة
أن ترى بين هذه الوجوه العكرة
من هم كانوا يحتسبون يوماً على الثورة
من تغنوا بأحلام الغلابة والفقراء من أبناء هذا الشعب
من رفعوا راية الجهاد في سبيل حرية الوطن
هتفوا بالشعارت البراقة
ورددوا أهازيج فرحة الثورة
واليوم أين هم؟ مع من يقفون؟ وضد من؟ ولماذ؟
هل صارت الأهواء والمصالح الشخصية عندهم بين ليلة وضحاها أغلى وأولى؟
هل صار هيناً علي هؤلاء التحالف مع أي شخص حتى ولو كان الشيطان فقط من أجل تحقيق مكاسب شخصية؟
وسبحان الله.... وكأن الله يريد لهم أن يفضحوا أنفسهم بأنفسهم حتى يفيق من انخدع فيهم وبكلامهم.

ولا يوجد مجال للحوار
فهم لديهم غاية واضحة... إفشال المشروع الجديد لمجرد أن من آتى به محسوب على التيار الإسلامي، فلا تفاوض ولا تهاون ولا تراجع. ويخطأ من يظن أنه يمكن إقناعهم بحلول وسط فهم لا يسعون إليها أو يرضونها.
وفي حوار مع قناة الجزيرة قال الدكتور أسامة الغزالي حرب في رد على سؤال هل يرتضي اجراء استفتاء على الأعلان الدستوري الجديد فقالها بملئ فيه "لا" والحجة أن الشعب المصري جاهل ولا يعرف كيف يختار ولا أين مصلحته!!!

هكذا بكل بساطة... صارت الديموقراطية إله من العجوة يتعبدون إليه بالأمس ويقدمون له القرابين واليوم يأكلونه ويلحسون أصابعهم!

ولا أدل من وجود تدبير في الخفاء من التجمع الذي شهد حضور اثنين من مرشحي الرئاسة السابقين وأقصد صباحي وموسى مع البدوي والسادة مقدمي برامج التوك شو في بعض القنوات الفلولية ومجدي الجلاد رئيس تحرير جريدة الوطن وآخرين كل هذا بهدف التنسيق وتحديد المهام.
ثم الهجمات الغير مبررة والمأجورة على مقرات الحرية والعدالة وحرقها بهدف إشاعة الفوضى والبلبلة... هل هذا من الاختلاف السياسي في شيء؟ هل المعارضة وتباين المواقف يكون بالحرق والبلطجة والملوتوف والدم؟

الأخوة الأفاضل من شباب الثورة الثائر...
هل لازلتم تحتاجون لأدلة؟
لا مجال للتشكيك في نزاهتكم ووطنيتكم...
لكنكم قد أضفتم لهذه الحشود المشبوهة صبغة شرعية لا أساس لها، ألا ترون أنكم صرتم وقود هذه المعركة وتساهمون في إنجاح هذا المخطط؟ لو أنكم لا ترون وتسمعون ما يحاك من حولكم فهذه كارثة أخرى. يوم 2 ديسمبر كان سنام مخطط الفلول للعودة  من خلال الحكم المتفق عليه في الدستورية المباركية بإسقاط مجلس الشورى والتأسيسية ثم عودة الأمور إلى ما قبل مرسي في يد المجلس العسكري السابق بأشخاصه.
فهل توافقون على ذلك؟

ثم فيما يتعلق بموقفكم من الإعلان الدستوري...
هل رفضكم أو تحفظكم على الجزء يقضي برفض الكل؟
تقولون لا نضمن وعود مرسي ولا كيف يستخدم صلاحياته الواسعة وتثقون فيمن باع الثورة وحاول وأدها في مهدها... والله إنه لشيء عجيب ومحير!
مشاركتكم في العملية السياسية لا غنى عنها...
فأنتم من حمل هذ الثورة وقادها من البداية...
ارفضوا... انتقدوا... قدموا الاقتراحات والبدائل... لكن لا تكتفون بالرفض والصراخ فقط...
وأسألكم بالله... أبداً لا تكونوا معهم!

في حوار لي ما أحد أقطاب الفلول على الفيسبوك وأحد الأعضاء النشطين في "أسفين يا ريس" قال لي باللفظ "خلاص الـ------- وقع!  قلت لك مش هيكمل السنه و نهايته معانا 31 ديسمبر ههههههه و الله لا يمشي حتي لو رجع خلاص فات الوقت و لازم يرحل... باااااااااااااااااطل باااااااااااااطل راجل جه بالتزوير يبقي لازم ربنا ينتقم منه و نصيحه استخبي اليومين دوووول هههههههههه"!ّ!!!
ثم أرسل لي فيديو لحق مقر الحرية والعدالة بالأسكندرية وقال ساخراً" عاوزك تستمتع بالمنظر وتعيش اللحظة هههههههههههه"!!!

فلا حول ولا قوة إلا بالله

أقول...
نحن اليوم في لحظة مكاشفة لا لبث فيها... لحظة الثبات على المواقف... لحظة لا يوجد فيها مساحة رمادية أو ما بين هذا وذاك.


وبإذن الله...
الله غالب على أمره

تعليقات