سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

السادة المعارضون... كفاية لطم!

لست بصدد الحديث عن الدستور والاستفتاء وما سبقه وصاحبه من لغط وسجال دارت رحاه في على شاشات الفضائيات والصحف مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أستطيع أن أقول أن المواطن المصري البسيط كان بعيداً عن هذا كله، أو أن شغله الشاغل كان رغيف الخبز وأنبوبة الغاز وفقط...
فلعل هذا القول كان صحيحاً في العهد البائد أم الآن ورغم المشاكل والأزمات الكثيرة -التي بعضها حقيقي والبعض الآخر اصطنعه من لازال يتربص بهذه الثورة ويريد العودة إلى الوراء - إلا أن الجميع أصبح معني بالمشاركة والتعبير عن رأيه في حرية دون خوف أو قلق. صحيح أن النسبة المشاركة في الاستفتاءات أو الانتخابات لازالت غير مرضية لكن كما يقولون أول الغيث قطرة...

ما الذي أريده أذن من هذا المقال؟


كما هو واضح من العنوان ...
السادة المعارضون... كفاية لطم!
هذا التوصيف لم أجد غيره ملائمة لوصف الحالة التي انتابت المعارضة بعد انتهاء الاستفتاء.... "يا لهووووووووووتي... ياخرررررررررابي... يا حووووووووووووومتي.... هيء هيء هيء"!!!

أطياف المعارضة بعد أن فشلت في الجولة الحالية من السجال السياسي في مصر، لم يجدوا أمامهم سبيل للتعامل مع الهزيمة إلا الولولة على الشاشات والصراخ هنا وهناك ولسان حالهم يقول "مش لاعبين هيه بقى"! يل سيدي لو كان هذا نهجكم في المعارضة فإنشا لله عنكم ما لعبتم!

ليس هذا يا سادة ما نبتغي من المعارضة المصرية!
نحن نريد معارضة حقيقية تضع مصلحة الوطن ركيزة أساسية لخططها وتحركاتها...
نريد معارضة وطنية مخلصة تشارك في العملية السياسية لتزيدها ثراءاً وتنوعاً فكرياً وليس معارضة داجنة مستأنسة كعهدها في النظام المباركي...
نريد معارضة قريبة من هموم الناس وتشعر بهم وتعمل لتلبية أحلامهم وتحقيق وتطلعاتهم...
نريد معارضة تطرح الحلول وتقترح البدائل الأصلح...
معارضة تقدم لنا الفرصة كي نختار ونحدد عن صدق ويقين...

لكن للأسف ما حدث ويحدث الآن غير مبشر ولا مرحب به!
فسياسة اللطم والعويل ليس لذوي النوايا المخلصة ولا العزائم القوية
والانطلاق من مصالح شخصية ومكاسب فردية أو حزبية صرفة لا يكون سبيلاً للإصلاح أو التغيير
والسعي لانتاج النظام القديم البائد في صورة جديدة غير مقبول بالمرة

انزلوا إلى الشارع...
اقتربوا من الناس...
راقبوا وانتقدوا وارفضوا وشاركوا في العملية الساسية بحق...
كونوا نداً قوياً على الساحة...
كل هذا مطلوب ونحتاجه لكن أسالكم بالله أن تبقى مصر هي الغاية والإصلاح هو الهدف...
نحلم أن تكون الانتخابات النيابية القادمة بداية المسير نحو كل هذا...
يارب!

تعليقات