سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

25 يناير 2013... الله الله في مصر!

لا أستطيع أن أملك إلا أن أدعو الله أن يمر يوم الجمعة القادم بسلام!
ذلك اليوم الذي يوافق ذكرى ثورة 25 يناير
الثورة التى كنا نتمنى أن تكون نهاية الظلم والجور والطغيان
ولم يكن يتوقع أحد أن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها بمجرد إسقاط المخلوع وعصابته التي جثمت على أنفاس هذا الوطن لأعوام وأعوام فسرقت مقدراته ونهبت ثرواته وتركته ينوء تحت وطأة الأزمات والمشاكل


كنا نعلم أن الطريق شاقة وصعبة
كنا نعلم أن طريق استكمال الثورة لن يكون ممهد أو مفروش بالورود أو إاصان الزيتون
فخطورة دولة مبارك أن فسادها متأصل وعميق في أوصال وكيان الدولة المصرية
وأزلامه وأعوانه داخل السجون وخارجها يعلمون أن المعركة بالنسبة لهم إما حياة وإما موت
لذلك كانوا ولازالوا يتآمرون ويخططون للانقضاض مرة ثانية على هذا الوطن...أسأل الله أن يفشل مخططاتهم

أما عن يوم الجمعة القادم
فالخوف منه منبعه ما نرى ونسمع من تحركات وأحداث كان آخرها محاولة حصار البورصة المصرية وعرقلة عملها
وحصار مجمع التحرير وما سبق من الهجوم على محكمة الأسكندرية وحرقها وأحداث الاتحادية وغيرها
محاولات إشعال البلد وزجها في آتون مستعر من الصدامات والفتن لا تتوقف
والمتربصون بالداخل والخارج لا يغمضون جفونهم

في الوقت الذي يتوعد فيه أنصار التيارات الليبرالية وجبهة الإنقاذ حركات المعارض بأن يوم الجمعة هو يوم استكمال الثورة
وأنا مع استكمال الثورة ولا شك... ولكن كيف يكون هذا؟
هل يكون عبر إسقاط أول رئيس جاء بانتخابات ديمقراطية ونزيهة؟
هل يكون عبر إشعال الحرائق والهجوم على المقرات؟
هل يكون عبر التعاون مع فلول النظام السابق؟

انتخبت الرئيس مرسي نعم
ولكني لست ولن أكون معه على طول الخط
إن أخطأ الرجل فلن نسكت عليه
وبالأمس كتبت تعليقاً على حادثة قطار البدرشين وقلت "سيد هشام قنديل...عفوا لا نريد تبرعك"
وطالبت برحيل هشام قنديل وقلت له "أنت مسؤول ومن آتي بك مسؤول"

إذن لا تأييد أعمى ولا معارضة عمياء
المعارضة لو قضت نصف الوقت الذي تقضيه على الشاشات والتصريحات واللقاءات هنا وهناك في التجهيز والإعداد وطرح ما لديها من حلول بديلة وحقيقية للناس لكان خيراً وأنفع لهذا البلد
لكن بدلاً من ذلك راح أقطابها يصرخون ليل نهار برفض أي شيء يفعله الدكتور مرسي
رفض والسلام

لا أقول أبداً برفض التظاهر السلمي أو نقد الدكتور مرسي أو أي شخص في مصر
فلا يوجد شخص فوق النقد في مصر الثورة

لكن أقول الله الله في مصر
اجعلوا هذا اليوم يمر بسلام
فلتعلوا الأصوات
وتلتهب الحناجر بالهتاف السلمي الحر ضد من نشاء
لكن دون تخريب
دون حرق
دون صدامات


مصر لا تستحق منا هذا أبداً
اللهم احفظ مصر وشعبها



تعليقات