سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

بين سحل حمادة وسحل عقولنا

مشهد كارثي ومخزي  بكل معاني الكلمة...
مواطن مصري يسحل ويعرى وينكل به على مرآى من العالم أجمع!
في عصر كنا نتخيله واحة الحرية والكرامة الضائعة
إلا أن بعض أفراد الداخلية ارادوا أن يفيقونا من هذا الحلم على حقيقة مروعة
لازالت الكرامة ممتهنة
ولازال السحل والوحشية مطلان بوجهيهما القبيح

أستطيع ان أجزم أن الغالبية العظمى من الشعب المصري كانت تشعر بالغضب وحرقة الدم من مشاهد المولوتوف والتعدي على قصر الاتحادية، الغالبية كان حانقة وغاضبة مما يحدث من تحد سافر للسلطة الشرعية -حتى وإن لم يقبلها البعض- مشهد تبرأ منه القاصي والداني، حتى أن المحرضين عليه أنكروا نسبه.

إذا كان الحال كما قالوا؟
فمن هؤلاء؟
البعض قال الفلول وراء المؤامرة
وآخرين ذهبوا للمعارضة وأعوانها
و و و
كنا جيمعاً نشاهد بترقب وغيظ
ثم... تعرى حمادة... أو بمعنى أصح قاموا بتعريته وسحله وضربه، وكانت كاميرات قناة الحياة مع موعد مع المشهد الغير آدمي.
أياً كان جرمه، إن كان له جرم، لا يجوز التعدي عليه بهذه الطريقة ناهيك عن تعريته وامتهان كرامته كإنسان. ولا يجب أن يمر هذه المشهد مرور الكرام بل يجب محاسبة كل من تورط وتسبب فيه. وفي رأي ليس وزارة الداخلية فقط مسؤولة عن هذا بل من دعى للعنف وحرض عليه ايضاً مسؤول ومدان.

وبالطبع تلقفت قنوات الندب الفضائي هذا المشهد بسعادة كأنه صيد ثمين، وراحوا يملئون الدنياً صراخاً وزعيقاً وجعيراً
ليس من أجل كرامة الرجل لا سمح الله...
لكن متاجرة قذرة وخسيسة للموقف ومحاولة لكسب بعض النقاط في الصراع الدائر بينها وبين السلطة.
لكن هيهات فالنوايا العفنة معروفة ومحفوظة

لكن يبقى المشهد العار يستفز فينا النخوة والغضب تجاه ما حدث.
حقاً مشهد فضيحة
ولا يضاهي هذه الفضيحة إلا فضيحة إنكار حماة ذاته وعلى شاشات نفس القناة  لماحدث! وذلك رغم اعتذار الداخلية واعترافها بما حدث...
أنكر حمادة طمعاُ في صفقة ما أو خوفاً؟ الله أعلم
لكنه أنكر!
أنكر ليسحل عقولنا وضمائرنا جميعاً لصمتنا عما يحدث وما وصلنا إليه.
وحتى لو صدقت قصته التي الله أعلم بها لازال المشهد وطريقة التعامل معه مستفزة وغير آدمية.

يا سادة ما حدث ليس سوى مشهد من حلقات الصراع اللأخلاقي على السلطة في مصر
للأسف نسبة كبيرة من المعارضين  على الساحة إلا من رحم ربي وبمعاونة الفلول على استعداد لحرق مصر للوصول إلى الكرسي
والسيد الرئيس لازال آداءه وآداء حكومته لا يرقى لتطلعات من انتخبوه وأيدوه

في ظني أن من يسعون لإسقاط الرئيس الشرعي للبلاد تغيب عنهم حقيقة هامة وخطيرة، سقوط مرسي لن يكون نهاية ما ترفضون بل بداية أعنف وأقوى. فإن كنتم ترفضون التيار الإسلامي الآن على حالته تلك، ولا تتخيلون وصوله للحكم، فإسقاط مرسي سيدفع بهذا التيار وأنصاره إلى الرد والتصدي في مواجهة لا يعلم نهايتها إلا الله.

مرسي هو الرئيس الشرعي والمنتخب للبلاد، إن أحسن فواجبه وشكر الله له
وإن كان غير ذلك فأمامنا انتخابات رئاسية قادمة نرفضه فيه ونأتي بغيره...

ألا اللهم رحماك بمصر وشعبها



تعليقات