سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

جعل الشباب يقرأون.. وجعلني أكتب من جديد!

حقاً عجيب أمر هذا الرجل..!
يكفي أن تنظر لقبره حتى تتأكد أنه لم يكن أبداً عادياً!
وليس ذلك لأن قبره عليه مظاهر الفخامة أو إمارات قبور الأوليا أو أصحاب المقامات.. إنما هو قبر عادي تماماً.. لكن ما يجعل القبر ليس كمثله من القبور المحيطة به، هي تلك القصاصات الصغيرة والوريقات المتراصة على القبر ومن أسفلها باقات الورود وسعف النخيل ثم أكثر من شاهد رخامي يحمل إسم الراحل وتحته ذات الجملة.. جعل الشباب يقرأون!



حالة لم أرى لها مثيل على الأقل خلال سنوات عمري، هذا الحب والتقدير والحزن على فراق كاتب!

دكتور أحمد خالد توفيق رحمه الله استطاع عبر سنوات عمره القصيرة تلك أن يترك أثراً عميقاً لن يمحوه الزمن في قلوب محبيه وغيرهم.

شبه إجماع على الرجل إلا ممن لا أريد أن تأتي أسماؤهم في هذه السطور..

مشهد وداعه والشباب يتهافتون لحمل نعشه ثم الوقوف على قبره للدعاء وترك رسائلهم.. مشهد مهيب يعكس كيف يمكن لكلمات بسيطة أن تكون أقوى من الشعارات الرنانة أو الخطابات الطنانة التي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، فقط لأنها كلمات صادقة لم يكن لكاتبها غرض غير جعلهم يقرأون ومن ثم يفهمون ويدركون ثم يغيرون.. وهذا ما حدث ويحدث بإذن الله..

لطالما فكرت ..
إذا خرجت من هذه الدنيا.. ترى ما الأثر الذي أحب أن أتركه من خلفي.. ما الأثر الذي أحب أن أقف به أمام ربي.. لطالما ألح علي السؤال وأضناني البحث حتى رأيت قبره..

نعم.. سأكتب.. ولن أتوقف عن الكتابة.. علني إذا جاء الرحيل .. أجد من يذكرني بخير.. أو يترك ولو قصاصة صغيرة تحمل كلمة حب أو دعاء خير على قبري..

تعليقات