سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

كيف تكتشف قدراتك الكامنة؟

 البطل داخلك

يمكن أن تكون ذكياً؛ و مفلساً

منذ‏ عدة سنوات مضت، تم اكتشاف البترول في أرض ملك رجل هندي عجوز في أوكلاهوما. كانت حياة هذا الهندي العجوز بأكملها تتمم بالفقر، و لكن اكتشاف البترول جعل منه فجأة رجلاً ثرياً للغاية. كان أحد أول الأشياء التي فعلها هو أن قام بشراء سيارة كاديلاك سياحية كبيرة. في هذه الفترة، كانت السيارات السياحية لها إطاران احتياطيان في المؤخرة. إلا أن الرجل الهندي..

كان يريد أطول سيارة في المقاطعة، لذا أضاف أربعة إطارات احتياطية أخرى. ثم قام بشراء قبعة حريرية عالية من قبعات أبراهام لنكولن، و أضاف إليها ذيولاً و رباط عنق منحني، و استكمل مظهره هذا بأن أمسك بسيجار كبير. كان يقود سيارته يومياً إلى مدينة أوكلاهوما الصغيرة، الحارة، المتربة التي كانت بالقرب منه. كان يرغب في أن يرى الجميع، و أن يراه الجميع. لقد كان رجلاً عجوزاً ودوداً، لذا كان أثناء ركوبه السيارة في المدينة يلتفت ذات اليمين و ذات اليسار ليتحدث مع كل شخص يقع بصره عليه. و في واقع الأمر، كان يلتفت وراءه كثيراً ليتحدث إلى الناس. و الأمر المثير في هذا هو أنه لم يصدم أو يدهس أو يقتل أي شخص أبداً. إنه لم يتسبب أبداً في خسارة مادية أو تلف أملاك الغير. و كان السبب بسيطًا؛ لقد كان هناك اثنان من الخيول القوية أمام ‏السيارة الرائعة الضخمة؛ يجرانها.

أشعل المحرك و استخدم قواك

قال الميكانيكيون المحليون إن محرك السيارة لم يكن به أي خلل، و لكن الهندي العجوز لم يتعلم أبداً كيف يقوم بوضع المفتاح في مكانة و يشغل المحرك. كان بداخل السيارة مائة حصان؛ مستعدة، و جاهزة، و متلهفة للانطلاق، لكن الهندي العجوز كان يستخدم زوجاً من الخيول فحسب في الخارج. يقع الكثير من الناس في هذا الخطأ فينظرون للخارج ليجدوا قوة حصانين فقط، في حين أنه يجب عليهم أن ينظروا للداخل حيث سيجدون قوة أكثر من مائة يخبرنا علماء النفس أن هذا أمر يتعلق بنسبة القدرة التي نمتلكها إلى القدرة التي نستغلها، و هي 2 ‏إلى 5 %. 

قال أوليفر ويندل هولمز: " إن ‏المأساة الكبرى ليست هي تبديد الوارد الطبيعية الهائلة، على الرغم من أن هذه مأساة. إن المأساة الكبرى هي تبديد الموارد البشرية ". و لقد أوضح السيد هولمز أن الشخص العادي يدخل قبره دون أن يخرج ما لديه من قدرات داخلية كامنة. لذا، و للأسف، فإن أفضل أعمال البشر على الإطلاق هي الأعمال التي لم يتم إنجازها أبداً. 

يقول الدكتور إبراهيم الفقي

من أسباب العجز هو أن يجد الإنسان لنفسه عذرًا يتعذر به، ويعلق عدم نجاحه على الآخرين، ويجعل نفسه أسيرًا للمعتقدات السلبية، كمن يقول:
أصل بابا.. أو أصل ماما.. أو أصلهم ظلموني.. أصل فيه كوسة وفيه محسوبيات. 
إلى غير ذلك من أسباب واهية، حتى يصبح الشخص والعذر شيئًا واحدًا، ويصاحبه العذر طوال حياته، ويقف مانعًا له دون النجاح، ويأتي آخر اليوم يبحث عن حصيلة يومه، فيجده باقة من الأعذار.
"الأحلام تتحقق بإذن الله.. لكن بشرط ألا تمشي خلف الأعذار". 



تعليقات