سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

سكوت من صفيح!


كثيراً ما تردد هذا القول الشهير على أسماعنا مراراً وتكراراً "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، وقد تصدق هذه الكلمات في مواقف كثيرة إلا أن السكوت في مواقف أخرى يكون من صفيح وصفيح مصدي كمان!
وكلامي ليس هنا عن أي شيء له علاقة بالسياسة اللهم احفظنا، بل عن المرض الذي إصطلح على تسميته "الخرس الزوجي"!!!
اثنان يعيشان معاً تحت سقفاً واحد ويتقاسمان كل شيء حتى الهواء اللذان يتنفسانه إلا أنهما وكأن كل واحد منهما يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخر تفصل بينهما الكثير من الأميال البحرية! وتتكرر هذه الصورة في الكثير من البيوت على اختلاف الثقافات والأفراد فنجد الزوج إما يكتفي بالفرجة على التلفزيون او الماتشات ونشرة الأخبار أو قراءة الجرائد، والزوجة تجلس بعد إنهاك يوم شاق من الجري في البيت والمذاكرة مع العيال منزوية في ركن آخر لا تتحدث وإن تحدثت فلتقول بعض الكليمات المفرغة من المعنى، والعجيب أن الطرفان قد يعلمان أنهما مصابان بهذا المرض لكنهما لا يحاولان عمل أي شيء للشفاء منه، وربما تأتي بعض المحاولات من أحدهما على استحياء لكن تأتي الكلمات والمواضيع جوفاء ولا تحدث أي حركة في بركة العلاقة الزوجية الراكدة.

الأمر هنا يحتاج لوقفة صريحة من الطرفين وأن يعلما أن الحياة بكل ما فيها من شد وجذب ومشاحنات طوال اليوم داخل وخارج المنزل، لابد ان يكون فيها لحظات من الصفاء الذهني، لحظات من الحوار الهادئ بين الطرفين، أو بمعنى أدق لحظات من الفضفضة يأتي فيها كل طرف على ما في داخله من مشاعر وأحاسيس فيفرغه في صدر الطرف الآخر الذي يجب عليه ان يكون هو الآخر مستمع جيد ويقدر ما لدى شريكه من أحاسيس ومشاعر، والاحترام المتبادل هو أحد أهم الدعامات لهذا الحوار، فلا استخفاف أو تجريح أو تهويل أمر أو تحقير آخر، فمن لأحدهما غير الآخر؟!

الزواج سكينة ومودة جعل الله فيه الزوج سكن للزوجة والزوجة سكن للزوج، فنحن لا نتزوج فقط من أجل الإنجاب وتربية الأولاد وانتهى الأمر على ذلك، إن الزواج هو من أسمى العلاقات الإنسانية الذي إن بني على أسس سليمة ضمن كل طرف السعادة والهناء. ولا يجب أبداً أن نتصيد لبعضنا الأخطاء فكلنا بنا عيوب وإن وجد عيب فقطعاً هناك ميزة ويجب أن نتعايش مع ما في بعضنا البعض من ميزات وعيوب ونكف عن البحث عن الكمال لأننا نحن أنفسنا بنا ما بنا من العيوب والنواقص ناهيك عن أن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى.

وأخيراً أخي الزوج...وأختي الزوجة أنتما قادران على كسر الملل والرتابة في حياتكما، ابحثوا عن التجديد فيما حولكما، ابحثوا عن التجديد في علاقتكما وذلك دون مبالغة أو إسراف وليأخذ كل منكما الآخر دفعة واحدة بميزاته وعيوبه وليؤدي كل منكما دوره ما يرضي الله حتى نضمن السعادة في الدنيا والآخرة...


تعليقات

‏قال bussycatto…
نتيجة لأن التكرار بيسبب الملل والملل بيموت القلوب يبقى لازم يكون فيه تجديد في الحياة يعني الزوج يدي للزوجة أجازة ساعتين تلاته كل فترة تبعد فيهم عن مسؤليات البيت تروح تعمل رياضة او للكوافيير او تزور صاحباتها او حتى تقفل عليها الاوده وتقرا بس تحس ان فيه وقت لها علشان تقدر تواصل دورها من غير ملل وطبعا الراجل بيعمل ده مش كل فترة لا كل يوم بيخرج ويلعب ويتبسط ويسيب كل حاجة على راس الزوجة وهو ده الي بيعمل الملل الزوجي ... العادات والموروثاتال ي بتقول ان عيب الراجل يساعد الست
‏قال شوارعي
صحيح الكلام...بس خليني أعلق فقط على نقطة كون الزوج يخرج للفسحة والفرح والمرح...فخروج الزوج في أي وقت لآداء عمله برداً زمهريراً كان أو حر شديداً ليس فيه المرح شيء وكذلك الصبر على التعامل مع الناس والزحمة و و و كذلك ليس فيه من المرح شيء...وهذا بالطبع دوره وليس تفضل منه ولا جميل على أهل بيته

هذا الرد فقط نيابة عن معشر الرجال المطحونين الشقاينين التعبانين... :)
‏قال bussycatto…
طيب والزوجة العاملة الي برضه بتخرج في البرد الزمهرير والحر وقبل ما تروح الشغل لازم تودي الاولاد الحضانة وترجع تاخدهم بعد الشغل وبدل ما ترجع تريح بتحضر الغدا وتذاكر للاولاد وتشوف طلبات البيت والزوج.... انا بتكلم كده لاني عاصرت ده بنفسي مع مامتي وشفتها بتعمل ايه .... يا ترى كام زوج فكر انه يساعد زوجته في شغل البيت طبعا الراجل الشرقي بيشوف ده عيب كبييييير بالرغم من ان الرسول كان بيخيط ثوبه ويرقع نعله وكمان بيساعد خدم بيته ... لكن برضه طبيعة الراجل الشرقي بيكون صعب عليها انه يساعد زوجته او يحس قد ايه هي بتتعب بره البيت وجواه يعني ضعفه متهيالي من حقها ساعتين في الاسبوع اجازة من كل ده ( ده بعد اذان سي السيد الي مش هيغير مع تغيير الزمن )
ده بالنيابة عن الستات المطحونات المقهورات الي مفيش حد بيحس بيهم ولا بيقولهم حتى ميرسي
:(
‏قال شوارعي
كامل تقدير واحترامي لدور أمك وأمهاتنا جميعاً وحزاهم عنا ووالدينا خير الجزاء...

أنا لم أقل أبداً بأن يجلس الرجل في البيت بلا مشاركة في أعمال البيت وكأنه في كوكب آخر أو أن ذلك سينقص من رجولته بل في رأي العكس هو الصحيح...فالرجل الذي يكتفي بالمشاهدة ظناً منه أنه سي السيد بينما زوجته (أمينة) تجري هنا وهناك داخل البيت بغض النظر عن كونها تعمل أو لا هو زوج أناني ويحتاج إعادة تهذيب نفسي لفهم طبيعة الحياة الزوجية ومعناها، وكما ذكرتي لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة المثلى...