كثيراً ما تردد هذا القول الشهير على أسماعنا مراراً وتكراراً "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، وقد تصدق هذه الكلمات في مواقف كثيرة إلا أن السكوت في مواقف أخرى يكون من صفيح وصفيح مصدي كمان!
وكلامي ليس هنا عن أي شيء له علاقة بالسياسة اللهم احفظنا، بل عن المرض الذي إصطلح على تسميته "الخرس الزوجي"!!!
اثنان يعيشان معاً تحت سقفاً واحد ويتقاسمان كل شيء حتى الهواء اللذان يتنفسانه إلا أنهما وكأن كل واحد منهما يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخر تفصل بينهما الكثير من الأميال البحرية! وتتكرر هذه الصورة في الكثير من البيوت على اختلاف الثقافات والأفراد فنجد الزوج إما يكتفي بالفرجة على التلفزيون او الماتشات ونشرة الأخبار أو قراءة الجرائد، والزوجة تجلس بعد إنهاك يوم شاق من الجري في البيت والمذاكرة مع العيال منزوية في ركن آخر لا تتحدث وإن تحدثت فلتقول بعض الكليمات المفرغة من المعنى، والعجيب أن الطرفان قد يعلمان أنهما مصابان بهذا المرض لكنهما لا يحاولان عمل أي شيء للشفاء منه، وربما تأتي بعض المحاولات من أحدهما على استحياء لكن تأتي الكلمات والمواضيع جوفاء ولا تحدث أي حركة في بركة العلاقة الزوجية الراكدة.
الأمر هنا يحتاج لوقفة صريحة من الطرفين وأن يعلما أن الحياة بكل ما فيها من شد وجذب ومشاحنات طوال اليوم داخل وخارج المنزل، لابد ان يكون فيها لحظات من الصفاء الذهني، لحظات من الحوار الهادئ بين الطرفين، أو بمعنى أدق لحظات من الفضفضة يأتي فيها كل طرف على ما في داخله من مشاعر وأحاسيس فيفرغه في صدر الطرف الآخر الذي يجب عليه ان يكون هو الآخر مستمع جيد ويقدر ما لدى شريكه من أحاسيس ومشاعر، والاحترام المتبادل هو أحد أهم الدعامات لهذا الحوار، فلا استخفاف أو تجريح أو تهويل أمر أو تحقير آخر، فمن لأحدهما غير الآخر؟!
الزواج سكينة ومودة جعل الله فيه الزوج سكن للزوجة والزوجة سكن للزوج، فنحن لا نتزوج فقط من أجل الإنجاب وتربية الأولاد وانتهى الأمر على ذلك، إن الزواج هو من أسمى العلاقات الإنسانية الذي إن بني على أسس سليمة ضمن كل طرف السعادة والهناء. ولا يجب أبداً أن نتصيد لبعضنا الأخطاء فكلنا بنا عيوب وإن وجد عيب فقطعاً هناك ميزة ويجب أن نتعايش مع ما في بعضنا البعض من ميزات وعيوب ونكف عن البحث عن الكمال لأننا نحن أنفسنا بنا ما بنا من العيوب والنواقص ناهيك عن أن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى.
وأخيراً أخي الزوج...وأختي الزوجة أنتما قادران على كسر الملل والرتابة في حياتكما، ابحثوا عن التجديد فيما حولكما، ابحثوا عن التجديد في علاقتكما وذلك دون مبالغة أو إسراف وليأخذ كل منكما الآخر دفعة واحدة بميزاته وعيوبه وليؤدي كل منكما دوره ما يرضي الله حتى نضمن السعادة في الدنيا والآخرة...
تعليقات
هذا الرد فقط نيابة عن معشر الرجال المطحونين الشقاينين التعبانين... :)
ده بالنيابة عن الستات المطحونات المقهورات الي مفيش حد بيحس بيهم ولا بيقولهم حتى ميرسي
:(
أنا لم أقل أبداً بأن يجلس الرجل في البيت بلا مشاركة في أعمال البيت وكأنه في كوكب آخر أو أن ذلك سينقص من رجولته بل في رأي العكس هو الصحيح...فالرجل الذي يكتفي بالمشاهدة ظناً منه أنه سي السيد بينما زوجته (أمينة) تجري هنا وهناك داخل البيت بغض النظر عن كونها تعمل أو لا هو زوج أناني ويحتاج إعادة تهذيب نفسي لفهم طبيعة الحياة الزوجية ومعناها، وكما ذكرتي لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة المثلى...