سوترتما .. روايتي الثانية .. صدرت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

ذكريات رمضانية...


بالتأكيد كل واحد منا لديه ذكريات جميلة لرمضان وهذه الذكريات تزداد حلاوة ونزداد شوقاً إليها مع تقدمنا في العمر وربما أيضاً لأن معالم تثلك الذكريات تضمحل واقل شيئاً فشيئاً من عالمنا، فمع عصر التكنولوجيا والانترنت ظهرت على الساحة معالم جديدة ولا أدري إن كانت هذه المعالم ستنج في حفر وحجز مكان لها في ذكريات الجيل الحالي، ربما لسرعة ظهور بعضها اختفاءها بنفس السرعة أو ربما لأنها لا تحمل سحر أيام زمان.
ربما لا أكون كبيراً في السن إلى هذا الحد إلا أنني وبالتأكيد أبناء جيلي لازلنا نذكر كيف كان رمضان زمان وكيف نشعر بالحنين لتلك الأيام...حيث كنا أطفال صغار لا نحمل لهذه الدنيا هم وربما كان أكثر ما يشغل بالنا هو كيف سيكون شكل فانوس هذا العام ولابد أن يكون أجمل فانوس ويحمل شمعة جميلة وحتى بعد ظهور الفوانيس ذات البطاريات كان الكثير منا يفضل الفانوس التقليدي...
لازلت أتذكر كيف كنا ننتظر مرور المسحراتي أول ليلة لنتفرج عليه وربما نمشي معه بينما يدق على طبلته في شارعنا الذي يكون في أبهي صورة مع زينة رمضان التي كنا ننتنافس ونتفنن في عملها...
لازلت أتذكر كيف كنا نجاهد لنصوم مثل الكبار وكذلك كنا نفرح بمساعدتهم لتجهيز الإفطار...
قرآن قبل المغرب كم كان جميلاً ولازال وسيظل...بينما كان أبي يقوم بتجهيز السلطة الخضراء التي كانت تحتل مكان دائم على المائدة...
كنا نجتمع حول المائدة وننتظر الآذان وصوت المدفع في الراديو وصوت الآذان بصوت الشيخ محمد رفعت عليه رحمة الله...
مسلسلات الإذاعة كانت لها تأثير مختلف وأجمل...
لازلت أتذكر طعم شراب العرقسوس الذي كانت تعده أمي وكم كنت أستمتع به...
وبعد الإفطار نخرج للشوارع بالفوانيس لنغني أغنية رمضان "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو"
تنهيدة كبيرة تلك التي أطلقتها الآن وأنا أسترجع هذه الذكريات ...كيف كنا وأين أصبحنا في زمن نلهث للحاق به وأصبح كل شيء فيه سريع وربما يكون غير ملحوظ أيضاً!
بالتأكيد نحن فقدنا شيء بل فقدنا أشياء عندما كبرنا...فقدنا أشياء وكذلك اكتسبنا أشياء بعضها جميل وبعضها نجاهد للتخلص منه...
على أي حال كل عام وأنتم بخير ورمضان كريم...




تعليقات